(الاستثمار في التعليم في المملكة) - 3 -اعتماد خادم الحرمين الشريفين بتحويل الكليات الأهلية إلى جامعات أهلية

نتابع اليوم الحديث الذي بدأناه عن قطاع التعليم الجامعي الأهلي في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية. ففي مقالة “الجامعات السعودية الأهلية مثلاً” ذكرنا جامعة الأمير سلطان، وجامعة اليمامة، وجامعة دار العلوم، وجامعة الفيصل، والجامعة العربية المفتوحة، ونؤكد اليوم على حقيقة ملموسة، وهي نجاح هذه الجامعات أكاديمياً، واستثمارياً، واجتماعياً، بحيث أصبحت قنوات تعليمية مرادفة للتعليم الحكومي الجامعي الذي انطلق من عقاله، ومشهود لها بالنجاح والتميز داخلياً وخارجياً.
حيث إن هذه الجامعات حديثة النشأة نسبياً كجامعات، حيث بدأت بشكل كليات جامعية أهلية، ثم تحولت إلى جامعات أهلية، إذ تتم التوصية من مجلس التعليم العالي على تحولها، ومن ثم تتوج هذه التوصية بصدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - الذي وضح للعيان حرصه على دعم التعليم في المملكة العربية السعودية بكل الوسائل والسبل والإمكانات المادية والمعنوية، والذي في عهده المبارك خطت المملكة خطوات مهمة وواسعة ومدروسة في كافة المجالات، والتعليمية منها خاصة، حيث تم تطوير مؤسسات التعليم العالي موضوع حديثنا هذا، سعياً لتلبية احتياجات التنمية الشاملة، وسد النقص الهائل في الكفاءات البشرية القادرة على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، ومواكبة التقدم العلمي الذي تشهده بلادنا في المجالات كافة.
ومن تلك الخطوات المهمة والحاسمة في تطوير التعليم العالي كانت المبادرة - القرار - بالسماح للقطاع الخاص المحلي بالمساهمة في تأسيس الكليات والجامعات الأهلية، التي أصبحت اليوم رافداً رئيسياً، ومهماً للتعليم العالي الحكومي، حيث في عام 1999م أصدر مجلس التعليم العالي لائحة تأسيس الجامعات والمؤسسات الأهلية الخيرية، وبعد نجاح التجربة، تجربة افتتاح عدد من الجامعات والكليات الأهلية، أصدر مجلس التعليم العالي - مرة أخرى - لائحة الجامعات والكليات الأهلية التي فتحت مجال الاستثمار في التعليم الجامعي، عن طريق تأسيس المؤسسات الجامعية، وفق معايير وضوابط واضحة وإجراءات كفيلة بتقديم نماذج متميزة للتعليم الأهلي الجامعي.
ولعلي في الحلقات القادمة عن “الاستثمار في التعليم في المملكة” أستطيع أن أوفي هذه الجامعات الأهلية حقها بالبحث والتعريف. وهذا حقهم علينا وعلى أبنائنا الطلبة، ما داموا بأمانة العلم قائمين وملتزمين، ودعاؤنا أن يحفظ الله راعي هذه النهضة العلمية الشاملة وأن يجزيه الله عنا، أبناءً وآباءً كل خير ومثوبة، فعبد الله بن عبد العزيز يعمل، والتاريخ يسجل، ولا ريب أن تسطيره سيكون بحروف من ذهب. ويحق لنا أن نقول عنه

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة عن الاستثمار في التعليم في المملكة وتسلمون دائماً..

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي