(الاستثمار بالتعليم في المملكة) (4) جامعة اليمامة في الرياض .. مثلا

بعد أن سلطنا شيئا من الأضواء على المراحل التي مرت بها المؤسسات التعليمية الأهلية في تحولها من كليات إلى جامعات، نتطرق اليوم في بحثنا حول «الاستثمار في التعليم الجامعي الأهلي في المملكة» إلى الكتابة عن بعض هذه الجامعات الأهلية نفسها على الرغم من حداثة نشأتها، وندرة البحوث والمعلومات المنشورة عنها، خاصة أننا مجتمع، تكره بل تنكر وتستنكف غالبيته الحديث عن منجزاتنا، سواء الحكومية أو الأهلية، لتعقيدات نفسية مستعصية (لعلي أتطرق لها في مقال منفرد)، ولا يطربنا إلا زامر الحي الآخر، ولا يعجبنا العشب الأخضر إلا في حديقة الغريب. وأمام ذلك كله أجد ألا تثريب علي، بل من الواجب، الإشادة بدور الجامعات الأهلية كمراكز علم متقدمة، ومنارات ثقافية وعلمية وحضارية، تنشر أنوارها في مدننا وبين شبابنا: قادة مستقبلنا، حيث لا تجد عائلة سعودية - إلا ما ندر وفي الوقت الحاضر - إلا ولها طالب أو طالبة يدرس في هذه الجامعات الأهلية. والعهد بيننا وبين هذه الجامعات، قيامها بأمانة التعليم، والتزامها بالأهداف والضوابط والأسس العلمية والتعليمية والثقافية والاجتماعية التي رخص لها بحسبها. وما دام ذلك كذلك، فإنني أتمنى وسأحاول الحديث عنها واحدة بعد أخرى، ولكن المساحة المحددة لي تلزمني بأن أقتصر الآن على لمحات عن واحدة منها:
جامعة اليمامة الأهلية في الرياض:
استطاعت هذه الجامعة خلال سنوات معدودة أن تصبح صرحا علميا متميزا، ومنارة ثقافية تخدم المجتمع وتتفاعل معه، في الوقت نفسه الذي تهتم فيه بطلبتها حيث تطبق مفهوم البيئة الأكاديمية المتكاملة، بتوفير الأنشطة الرياضية، والثقافية، والاجتماعية، جنبا إلى جنب مع رسالتها العلمية، من خلال حرم جامعي متكامل الخدمات والتجهيزات على مساحة 160 ألف متر مربع شمالي العاصمة الرياض وعلى أهم طرقها، طريق الملك فهد، وتقدم فيها الدروس والمحاضرات وفق أساليب تعليمية مبتكرة، على أرقى المستويات العالمية، تعتبر الطالب بمثابة العنصر الأساس في العملية التعليمية، حيث يطلب منه أن يمارس، الاعتماد على النفس، وتحمل المسؤولية. كما تقدم الجامعة برامج النصح والإرشاد والتوجيه والمتابعة.
وهذه الجامعة كأخواتها حاصلة على اعتماد وزارة التعليم العالي، وهي تصمم مناهج كلياتها بالتعاون مع أشهر الجامعات العالمية، كما يتم تقويم مناهجها، من قبل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وفق معايير هيئات الاعتماد الأكاديمي الدولية. وتمتاز بأن برنامجها الدراسي يبدأ بسنة تحضيرية للغة الإنجليزية ينفذ بالتعاون مع مراكز إنتر لنك للغات في الولايات المتحدة.
ولعل أنسب ما أختم به مقالتي هذه إشادة وردت من معالي الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي حيث قال:
«إن مشروع جامعة اليمامة يمثل أحد النماذج القليلة التي يمكن أن يحتذى بها في إنشاء المؤسسات الأهلية في التعليم العالي في المملكة، لأنها بنيت وأسست بشكل صحيح ونموذجي. وتحتوي على العناصر المطلوبة للنجاح. فالبرامج التعليمية التي تقدمها هذه الجامعة فيها إضافات جديدة للتعليم العالي في المملكة، مثل تخصص التأمين وإدارة الجودة. وهذه تحسب للقائمين على هذه الجامعة. إضافة إلى أن ارتباط البرامج بسوق العمل من حيث تزويد الطالب بالمهارات الأساسية في اللغة والتطبيق الميداني تعتبر من النواحي الإيجابية التي ستحقق النجاح ـ إن شاء الله. كما أن التعاون الدولي الذي بدأته الجامعة مع جامعات ذات خبرة طويلة، يعتبر من العناصر الإيجابية التي نشجعها في وزارة التعليم العالي».

وإلى اللقاء مع جامعات أهلية أخرى ......... وتسلمون دائما.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي