مؤشرات العلاج الشافي للسرطان
رغم أن عددا لا يستهان به من المصابين بالأورام المختلفة (السرطان) يذهبون يوميا ضحية لهذا المرض الفتاك، فإن البشرية في طريقها للقضاء عليه، بعد أن كبدها ملايين الملايين من الضحايا، والدراسات والبحوث الكثيرة والمتعددة التي تحاول التوصل لعلاج لهذه الأورام نتج منها أمصال وطرق مختلفة، تهدف في جملتها إلى القضاء على هذا المرض، بعضها لا يزال في أروقة المختبرات وأخرى تحاول علاج المصابين، وإن كانت في طور التجريب والتطوير، ولم تظهر نتائج حاسمة لها حتى الآن، فضلا عن الطرق العلاجية المتبعة حاليا والمعترف بها علميا التي لها فاعلية في علاج الأورام إلى حد كبير والحد من انتشارها في الجسد.
ولعل هذه أهم المؤشرات لاقتراب العلماء من إيجاد علاج يقضي على ورم السرطان نهائيا، لكن حتى تصل جهود العلماء إلى محطتها النهائية بإيجاد ذلك المصل الشافي، يجب التنبيه لأهم عامل يمكننا بواسطته مكافحة هذا المرض وأثبت فاعلية كبيرة جدا، وهو اكتشاف الورم السرطاني مبكرا وقبل انتشاره، ومن هنا تظهر أهمية الكشف المبكر، الذي تنادي به جهات حكومية عدة وأخرى تطوعية ما فتئت تنبه إلى أهمية الفحص المبكر، وذلك بسبب النسبة الكبيرة ـ بإذن لله ـ في نجاح العلاج والشفاء من كثير من الأمراض المستعصية كالسرطان، من هذه الجهات، الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان، التي أطلقت قبل أيام عدة حملتها للتبرع لدعم جهودها وأعمالها عن طريق إرسال رسالة بواسطة الجوال إلى الرقم 5070، إذ من أولوياتها المساهمة في دعم برنامج التوعية والوقاية من السرطان ودعم وتشجيع البحوث العلمية للوقوف والتعرف على مسببات السرطان, فضلا عن دعمها برامج الكشف المبكر.
وفي الحقيقة، فإن الفحص المبكر له أثر فاعل وكبير ليس في الشفاء من مرض عضال كالسرطان وحسب، إنما أيضا يسهم في تلافي الكثير من الآثار النفسية, فضلا عن الصحية للمصاب، وهو يختصر فترة العلاج ويقلل تكاليفه إلى الحد الأدنى، حتى تتضح أهمية هذه الخطوة في الفحص الدوري، التي تأتي أساسا من المريض ودرجة وعيه بأهمية هذه الخطوة، أضرب مثالا بأورام القولون والمستقيم، فكما هو معروف أنه كلما تم اكتشاف الورم في مراحله المبكرة يكون معدل انتشاره طفيفا، فتزيد تبعا لذلك فرصة الشفاء منه، وكلما تم اكتشافه في مراحل متقدمة عندما ينتشر في مناطق بعيدة فإن احتمالية الشفاء منه تقل تبعا لذلك. وغني عن القول إن نسبة الشفاء تصل إلى أكثر من 90 في المائة إذا تم اكتشاف الورم مبكرا.
من هذه النقطة أحث الجميع على عمل فحوص طبية دورية خاصة لكل من تجاوز الـ 50 من العمر ولكل من له أقارب سبق تشخيص أحد أفرادها بأنه مصاب بورم في القولون، كذلك فإن الدراسات أثبتت أن النساء ممن سبق تشخيصهن بأورام في الرحم أو المبايض أو الثدي تزيد نسبة إصابتهن بأورام القولون لاحقا، وللفائدة فإن هناك أعراضا تصاحب أورام القولون والمستقيم، منها وجود دم في البراز يأتي على شكل دم أحمر أو براز أسود أو داكن جدا، كذلك حدوث نزيف من المستقيم، أو آلام وتقلصات، خصوصا في المنطقة السفلية من البطن، أو تغير في حركة القولون، خاصة في طبيعة البراز وشكله، ومن العلامات أيضا الرغبة في التبرز في حين لا حاجة إلى ذلك، فضلا عن نقصان الوزن دون اتباع حمية والشعور بالتعب والإجهاد المستمر.
يجب على كل مريض أن يعلم أن من حقه أن يطلب من طبيبه إجراء الفحوص الطبية التي تطمئنه، وأنه هو من يجب أن يبادر في هذا الجانب، كما لا نغفل دور الطبيب ومهنيته، وإن كانت دراسات أشارت إلى ارتفاع درجة الوعي من الجانبين من جانب المرضى وأيضا من جانب الممارسين الصحيين، حيث لوحظ زيادة في نسبة التحويل إلى المستشفيات الكبرى، للاشتباه في وجود ورم أو للكشف والاطمئنان.