خادم الحرمين وهذه «المكانة» الدولية المتميزة
يأتي اختيار مجلة «فوربس» الأميركية الشهيرة ـــ والمعروفة بمصداقيتها وانتشارها على نطاق عالمي واسع ـــ لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في مقدمة "الأوائل" وأقوى الشخصيات "العالمية"، وأكثرها تأثيراً ونفوذاً في العالم، تأكيداً جديداً ــــ من خارج المملكة ــــ لما يتمتع به خادم الحرمين الشريفين من احترام "دولي" لما يبذله من جهود في خدمة الإنسانية، وإعجاب بما ينهض به من دور في إحلال السلام والأمن الإقليمي والعالمي، وتقدير لإنجازاته في تحقيق المزيد من التقدم لبلاده ولأمته الإسلامية والعربية في جميع المجالات، وعلى مختلف الأصعدة.
فمن بين شعوب العالم الذي يقدّر تعداد سكانه بـ6,8 مليار نسمة، جاء خادم الحرمين الشريفين "ثالث" أقوى الشخصيات، وأكثرها تأثيراً ونفوذاً في العالم. ولا شك أن هذا الاختيار يعكس أكثر من معنى، كما يجسد أكثر من دلالة، ويعطي أكثر من إشارة، في مقدمتها ما تحظى به "شخصية" خادم الحرمين الشريفين من جاذبية، وما يتمتع به من قدرة ـــ هي هبة من الله سبحانه وتعالى ـــ على كسب حب جموع الناس و"ملايينهم" بالعمل والفعل ـــ وليس بالأقوال ـــ سواء في بلده، أو في أمته العربية والإسلامية، نتيجة لمصداقيته، وحرصه على أن يصارح شعبه وشعوب أمته بالحقائق، إضافة إلى حرصه على تسخير إمكانات بلاده وثرواتها في خدمة أبناء وطنه، وتوجيه طاقاتها للمساهمة في خير الإنسانية وحل مشكلاتها، والتقريب بين الشعوب والثقافات والأديان، ونبذ العنف والإرهاب، وإحلال السلام العالمي والإقليمي، كما وجدنا في مبادرات خادم الحرمين الشريفين المتعددة خلال الأعوام الأخيرة الماضية، مثل مبادرة "الطاقة من أجل الفقراء"، ومبادرة "الحوار بين الأديان والثقافات"، وغيرهما من المبادرات الإنسانية، ذات الطبيعة العالمية، أو ذات الصبغة الإقليمية والخليجية والمحلية.
إن "الشخصية" التي يحظى بها خادم الحرمين الشريفين دفعت المملكة إلى موقع أكثر "تميزا" وتقدما على خريطة الدول الأكثر تأثيراً ونفوذاً في السياسة الدولية، كما أعطت لبلاده مكانة خاصة بين بلاد العالم، وزادت من احترام شعوب العالم للمملكة العربية السعودية، وقد جاء اختيار المملكة لتكون عضوا مؤثرا في "قمة العشرين"، تأكيدا لهذا التطور المهم الذي جسدته "شخصية" الملك عبدالله بن عبد العزيز، والحب الواسع الذي صار يتمتع به بين شعوب العالم وأممه، وبين رؤسائه وملوكه وزعمائه وقادته.
ومع ذلك، فلا بد أن نشير إلى أن هذا الاختيار ليس الأول من نوعه، فقد سبق اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود (حفظه الله) كشخصية "العام"، أو باعتباره الشخصية الأكثر قبولاً وجاذبية وتمتعاً بحب الشعوب، في أكثر مناسبة، وفي غير مرة، ومن خلال "استطلاعات" للرأي العام الدولي، قامت بها وأجرتها مؤسسات دولية مرموقة في هذا المجال.
ولعل ما جاء في "حيثيات" اختيار مجلة "فوربس" لخادم الحرمين الشريفين، ما يؤكد تلك المكانة المتميزة "شعبيا"، على المستوى العالمي، فقد قالت المجلة إن الملك عبدالله بن عبد العزيز تعد بلاده أكثر الأماكن تقديساً لدى المسلمين، وتملك بلاده أضخم احتياطي نفطي في العالم، وأشارت المجلة إلى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز أحدث إصلاحات تدريجية اجتماعية واقتصادية وتعليمية كبيرة في المملكة، كما حافظ على علاقات جيدة في الداخل والخارج.
ولا شك أن هذا الاختيار يصب ـــ في المحصلة النهائية ـــ في دعم وتعزيز مكانة المملكة، ويحقق لاقتصادها مزيدا من القوة والتأثير، كما يحقق لنفوذها وكلمتها مزيدا من الفعالية، ويدعم أهميتها الاستراتيجية، ويفتح لمستثمريها ومواردها البشرية، خاصة علماءها وعقولها، كثيرا من أبواب التقدم والإنجاز والتفوق والإبداع في جميع المجالات.
*مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن