خريجو «هارفارد» يتوقون للتطوع في المنظمات الخيرية

تواجه المنظمات الخيرية السعودية عدة تحديات لعل من أبرزها قلة القياديين المحترفين فيها وتولي قيادة كثير منها من قبل أناس يحملون كثيراً من روح المباردة والنبل وقليلاً من التأصيل الإداري والاحتراف في الممارسة، ولا يختلف اثنان في أن الإدارة كعلم وممارسة غدت من أهم مفاتيح النجاح لتعظيم أثر البشر والمال والمواد والوقت في المنظمات الإدارية باختلاف طبيعتها. لكن قلة موارد كثير من منظماتنا الخيرية المحلية قد يمنعها من استقطاب المتخصصين في الإدارة والمحترفين في ممارستها.
ولأن المنظمات الخيرية لديها ما ليس لدى مثيلاتها من منظمات القطاعين الخاص والعام من قوة جذب تجعل كثيراً من الناس يمنحونها بعضاً من أموالهم وأوقاتهم، فإن لديها فرصة أكبر لاستثمار كل شرائح المجتمع بمن فيهم المحترفون في الشأن الإداري، الذين عادة ما يوجدون بوفرة في منظمات القطاع الخاص.
قد يعتقد كثير أن أولئك المحترفين والمتخصصين في الإدارة ليس لديهم الوقت الكافي للعمل متطوعين في المنظمات الخيرية، فهم مشغولون في مهام جسام تمنعهم من الإسهام خيرياً بأوقاتهم. لكن الدراسات تشير إلى عكس ذلك وتؤكد أن كثيرا من المديرين التنفيذين Chief Executives في الشركات التجارية الكبيرة لديهم الرغبة والقدرة على التطوع مع المنظمات الخيرية.
من هذه الدراسات واحدة أجريت على خريجي كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد الشهيرة. حيث تشير الدراسة إلى أن قرابة 80 في المائة من خريجي برنامج ماجستير إدارة الأعمال MBA منخرطين في أعمال تطوعية لمنظمات خيرية، وأن نصف هؤلاء تقريباً يتطوعون في مناصب قيادية، وتكشف الدراسة أن أغلبية المتطوعين هؤلاء يتطوعون لأكثر من منظمة خيرية واحدة في الوقت نفسه، بمتوسط عشر ساعات شهرياً. وينخرط خريجو هارفارد وفقاً للدراسة في التطوع لمصلحة المنظمات الخيرية في وقت مبكر من مسيرتهم المهنية على عكس القاعدة التي تشير إلى أن المحترف يتطوع بوقته بعد أن يجني كثيراً من المال.
يبقى السؤال عن سبب رغبة مثل هؤلاء في التطوع لمصلحة المنظمات الخيرية مع أن أوقاتهم مزدحمة بالأعمال وكثرة العروض المغرية من الشركات المنافسة؟
تنوعت إجابات المشاركين في الدراسة، أرتبها حسب أولويتها بالنسبة لهم: الإيمان العميق برسالة المنظمات الخيرية، رد جميل المجتمع عليهم، الإسهام في إحداث تغيير إيجابي، بناء سيرتهم الذاتية، الاستمتاع بممارسة مهام إدارية، بناء علاقات.
حسناً .. كان المراد من الإشارة إلى هذه الدراسة هو أن يدرك أحبتنا القائمون على المنظمات الخيرية المحلية أنه حتى أولئك الذين يبدو عليهم الانشغال ويعتلون مناصب مرموقة يمكن أن يتطوعوا ويستفاد من تأهيلهم العالي وخبرتهم الواسعة في تطوير المنظمة الخيرية والارتقاء بها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي