عود إلى نقاش برنامج «ساهر» في ضوء بعض التعليقات (4)

الحمد لله الموفق الهادي إلى الطريق المستقيم، والصلاة والسلام على من أرشدنا إلى الدين القويم. استكمالا للنقاش حول برنامج ''ساهر'' وخططه التنفيذية في ضوء بعض من التعليقات عسى أن نضيف أفكاراً ومقترحات مفيدة تكمل ما سبق أن كتبته في المقالات الثلاثة بحيث يساعد على تلافي السلبيات, التي هي الهدف من الكتابة. لا شك أن المسؤولين في إدارات المرور يتجاوبون مع كل طرح مفيد من منطلق حرصهم التام على نجاح خطط ''ساهر'' في تحقيق الأهداف في الحد من المخالفات المرورية ليصل بعد ذلك إلى انضباط حركة السير دون حصول مخالفات مرورية قاتلة وضارة. وهذا هو غاية ما يقصده كل كاتب يبدي ملحوظاته على الخطط التنفيذيـة لبرنامج ''ساهر''، ولهذا أستكمل النقاش للتعليقات التي فيها إضافة مفيدة في الفقرات التالية:
1 ــ تعليق (أبوعبد الله) يقول إن رفع الغرامة عند التأخر عن التسديد منصوص عليه في النظام واللائحة التنفيذية، ثم يسأل ''لكن هل النظام قرآن؟ ..'' ثم يدعو لتعديل رفع الغرامة بحجة أن ليس للإجراء فائدة، ويؤكد أن الأفضل لتقليل المخالفات تعديل فقرة رفع الغرامة بهذا النص ''إذا مضى على المخالفة مدة 100 يوم لم يسجل على السائق مخالفة أخرى، تمحى مخالفته السابقة تشجيعاً له ودعماً لتقليل المخالفات''، وطرحه هذا قد يؤيده عدد من الناس الذين نسمع أنهم يبدون النقد الكثير على رفع الغرامة، بل يرون أنه لم يبن على أساس من الناحية الشرعية والقانونية، وغير ذلك مما قيل ويقال حول رفع الغرامة، ولذا يحسن بالإدارة العامة للمرور أن تدرس كل ما أبدي حول رفع الغرامة عند التأخر في التسديد بعد انتهاء شهر، بل هناك من قال إن الإجراء غير جائز شرعاً، واصفاً ذلك بشبهة ربوية، وفي الحقيقة أنه لو أعتبر ذلك من قبيل تشديد العقوبة من الناحية القانونية، فإن هذا لا يكون إلا في حالة العود لارتكاب المخالفة مرة أخرى بعد توقيع العقوبة الأولى، فتُشدد العقوبة حتى يزدجر المخالف، وهذا وفق القاعدة العامة في صياغة الأنظمة واللوائح، وليس على أساس مجرد آراء طرح تتعارض مع القواعد العامة المستقرة لدى المختصين في صياغة القوانين والأنظمة واللوائح، ولذا قد يرى المسؤولون في الإدارة العامة للمرور مناسبة اقتراح التعديل بحذف الفقرة التي نوه عنها، فإن كانت في اللائحة فهذا سهل، وإن كانت في النظام فيرفع بالاقتراح لحذف الفقرة لكونها محل نقد وتذمر من الناس، فإن برر بأنها عقوبة على تأخر تسديد الغرامة، فإن هذا غير مستساغ, خصوصاً أمام الانتقادات الأخرى، التي قلت إنه من غير المناسب الاستعجال في الحث على تسديد الغرامة لأنها عقوبة على مخالفة مرورية، وقد يكون ضبطها غير صحيح، أو بعذر مشروع كحالة طارئة استدعت السرعة، أو تجاوز إشارة المرور وغير ذلك مما يثار كأن يكون خلف السائق المخالف سيارة إسعاف أو إطفاء حريق، كل ذلك يستدعي عدم التعجل في طلب تسديد الغرامة إلا بعد سماع الاعتراض والبت فيه من الجهة المنوط بها الفصل في الاعتراضات، بل من الأفضل أن يكون النظر فيها من القضاء المختص حسبما سبق أن بينته في المقال الأول.
2 ــ (أبو تركي) أبدى عدداً من التعليقات منها ما سبق مناقشته في تعليقات سابقة مثل الاعتراض الآلي بدلا من الحضور لإدارة المرور، ولذا مما قالـه: ''لماذا هناك فترة زمنية تمتد لعدة أيام بين حدوث المخالفة وتسجيلها فعليا في النظام؟'' وبعد طرحه السؤال يطالب بسرعة التسجيل مباشرة ''.. لضمان المساواة والعدل وسداً لباب الواسطات وضمان إعلام السائق فور وضعها ..''، وأقول إن صح حصول هذا التأخير فيجب تلافيه حتى لا يثير الشكوك، وفي الوقت نفسه يكفل علم السائق بالمخالفة المسجلة عليه حتى يتخذ ما يراه بشأن التسديد، أو الاعتراض خلال المدة التي تحول دون رفع قيمة الغرامة.
أما مسألة الزحمة ودخول المركبات الثقيلة المسببة للزحمة والسيارات المتهالكة والقديمة... إلخ، فأعتقد أنها قد لا تكون من ضمن خطط برنامج ''ساهر''، أو أنها تأتي في مرحلة لاحقة مثل بعض المخالفات الأخرى التي لم يبدأ في ضبطها بخطط برنامج ''ساهر''، لكن يجب على رجال المرور أن يقوموا بواجبهم بمنع دخول المركبات الكبيرة في الساعات المحدد لمنع دخولها، وكذلك ضبط المخالفات المرورية الأخرى.
3 ــ (تركي) في تعليقاته مؤيد لخطط برنامج ''ساهر'' بحماس على أساس الإيجابيات التي تكلمت عنها، لكنه فهم أن إبراز السلبيات كأنها من الكاتب مناهضة لبرنامج ''ساهر'' عندما قال ''.. ثم لماذا تريدنا أن نتعاطف مع مرتكبي المخالفات باسم القانون؟ ... إلخ''، وأقول للأخ تركي إنني مثلك أرحب ببرنامج ''ساهر'' وأؤيده، وما أكتبه عن السلبيات مجرد دعوة مواطن لمزيد من النجاح لخطط برنامج ''ساهر''، كي يقوم بدوره خير قيام تلافياً للأخطاء، والعيوب التي يبديها كثير من الناس، وإن لم يكتبوا عنها، فهذا الأخ إبراهيم حمَاد في تعليقه على مداخلتك يقول: '' .. الأصوات ليست ضد النظام, بل ضد أسلوب التطبيق ... إلخ''، وكلامه صحيح، فالمثقف المدرك العاقل يحترم القانون، ويطالب بحسن التطبيق والدقة في التنفيذ، ومثل هذا يكون الموقف من الخطط التنفيذية لبرنامج ''ساهر''.
ما تقدم ذكره مناقشة هادئة لما أبداه بعض المعلقين على المقال الثاني، راجياً أن يكون فيما طرحته من آراء وأفكار وخواطر الفائدة التي تعين إدارات المرور على القيام بواجباتهم التنفيذية على أكمل وجه بما يحقق نجاح برنامج ''ساهر'' في القضاء على كل المخالفات المرورية، وليس مجرد الحد منها, والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي