تجارة التجزئة.. هل نساهم في الحلول؟

تجارة التجزئة ستبقى في صدارة التحديات الوطنية، وحتى نواجه هذا التحدي ونعيد ترتيب أوضاع هذه التجارة بحيث تكون مصدرا مهما للوظائف، وفرصة مواتية للكثير من السعوديين للدخول في قطاع الأعمال والاستفادة من معطياته الواسعة.. نحتاج إلى مواصلة الحوار الجاد الذي يساعد على توخي الحلول ومساعدة متخذ القرار.
نحن في الصحافة دورنا إبراز القضايا والتحديات التي تواجه مجتمعنا، ومن أهم أدوار الصحافة أنها تفتح المجال لتداول الرأي.. وقد يأتيك بالحكمة والرأي السديد من لا تعرفه ولا تتوقعه، وقد يكون لدى أبسط الناس مفاتيح الحلول للمشاكل التي تواجههم ويتعايشون معها.. ومن (يده في الماء ليس كمن يده في النار)، وأحيانا أتخيل حالنا ونحن نواجه المشاكل (كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ.. والماء فوق ظهورها محمول)، أي أن مشاكلنا غالبا ما تكون حلولها بسيطة.. (وبيدنا) لا بيد غيرنا!
إن أبسط مساهمة نقدمها في هذا الإطار هي دعوة الناس إلى تقديم الآراء والمقترحات التي يرونها لمراجعة أوضاع تجارة التجزئة، وأغلب المتابعين لتجارة التجزئة يبرزون عددا من القضايا الرئيسية التي يجب الوقوف عندها لإصلاح هذا القطاع.
فهناك ما يخص (الجانب التنظيمي والتشريعي والرقابي).. فالقطاع من يشرع له؟ من ينظمه؟ من يراقبه؟.. هل نحتاج إلى (جهاز جديد) متخصص متفرغ للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
هناك ما يخص (ساعات العمل الطويلة).. هل تعد مشكلة يجب الوقوف عندها؟ وكيف حلها؟ وهل ساهمت في إبعاد السعوديين عن هذا القطاع؟ وهل المشاريع الصغيرة التي أطلقها السعوديون والسعوديات فشلت بسبب ذلك؟
أيضا هناك ما يتعلق بقضية (التستر التجاري) المنتشر في القطاع.. كيف نحله؟ هل يأتي ذلك عبر قرار يمنع غير السعوديين من العمل في القطاع!
ماذا عن (المحاذير الأمنية)، غسيل الأموال، واستخدام تجارة التجزئة كممرات ومنافذ لتسويق الدعارة والبضائع المغشوشة والمحرمة والضارة بالصحة والبيئة، وهل تساهم هذه المحال البعيدة عن الرقابة في تمويل الإرهاب أو عصابات المخدرات والجريمة المنظمة؟
ما المخاطر على المدى البعيد من استمرار الوضع القائم؟ ما التطبيقات الأمنية، الاقتصادية، والاجتماعية؟ هل لدى الحكومة تصور عن الوضع المستقبلي؟
ما خطورة (احتكار) تجارة التجزئة من قبل الجاليات وتحركها للسيطرة على تجارة الجملة بعد التجزئة؟ وهل هناك فكر أو تنظيم خلف هذا الاحتكار.. هل هناك إشراف وتوجيه خارجي له؟
هذه أسئلة تطرحها الناس.. تطرحها من باب القلق والخوف على أمننا الوطني.. وتطرحها انطلاقا من إدراكها أهمية تجارة التجزئة لاستقطاب العاطلين عن العمل، وأهميتها لتوليد تجار المستقبل.
سوف نتيح للجميع المشاركة في طرح الحلول والمقترحات، ثم نقوم بتجميعها وتلخيصها ونشرها، وكل الذي نرجوه أن نفكر أولا في المشكلة ثم نتصورها بجميع أبعادها ثم نحاول التجرد من الذات.. فلا أحد لديه الرؤية الكاملة، ولا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة، إنما نجتهد حتى نلتقي على كلمة سواء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي