شبابنا .. إلى أين؟
(1)
الشَّبابُ: الفَتاءُ، كالشبيبة. وقد شَبَّ يَشِبَّ، وجمعُ شابَّ، كالشبان، وأول الشَّيء، وبالكسِر: ما شُبَّ به، أي أُقِدَ، كالشبوب. وشبَّتِ النار. والشَّبابُ بالكسر: النشاط. والشَّبابُ بالكسر: النشاط ورفع اليدين.
يشير قاموس وبستر على أن الشباب: "فترة من مراحل النمو المبكرة بين مرحلتي الطفولة والمراهقة".
وقد أُختلف في تحرير مدى تلك المرحلة فهل هي بين (15) سنة و(25) سنة وقد تمتد إلى (30) سنة أم هو ما حددته الأمم المتحدة بأنها بين (15) سنة و(24) سنة.
يذهب علماء البيولوجي إلى أن مرحلة الشباب تلك المرحلة التي تكتمل فيها كل الأعضاء والأجهزة الوظيفية الداخلية والخارجية في جسم الإنسان بينما يذهب علماء النفس بالقول إلى إن مرحلة الشباب ترتبط باكتمال البناء الدافعي والانفعالي للفرد في ضوء استعداداته واحتياجاته الأساسية واكتمال نمو كل جوانب شخصيته الوجدانية والمزاجية والعقلية بشكل يمكنه من التفاعل السوي مع الآخرين في المجال الاجتماعي".
(2)
أما عن سمات الشاب في تلك المرحلة فتحدث عنها الدكتور محمد سيد فهمي بقوله: "تتميز مرحلة الشباب بالتوتر والقلق ويشوبها كثير من المشكلات سواء بالنسبة للشباب أو أهله أو المجتمع، فبعد فترة طويلة نسبيا من النمو الهادئ غير الملحوظ والاستقرار الانفعالي ــ مرحلة الطفولة ــ يصبح الفرد غير متزن وغير مستقر ولا يمكن التنبؤ باتجاهات تصرفاته، فهو غير قابل للانصياع، متمرد على طلبات الأسرة يرفض تحريماتها وغير متأكد من حقيقة ذاته، يتعامل مع الكبار بشيء من الحساسية وقدر واضح من العناد .. وعموما نجد أنه نتيجة للتحولات الفسيولوجية والجنسية والعقلية التي يمر بها الشباب تظهر حاجات جديدة فقد أصبح شخصاً آخراً عن كثير من رفاق سنه، كما تضايقه بعض الأفكار والخواطر والرغبات الجديدة التي خلقها فيه النمو، ومن ثم يسعى إلى الحصول على تقبل الآخرين له في وضعه الجديد ــ ويترتب على كل ذلك ــ على الأقل في مجتمعاتنا المعاصرة وجود أزمة لدى الشباب وهذه الأزمة تكون أكثر حدة بالنسبة للذين ينضجون مبكرا لأن النمو الجسمي والجنسي قد لا يوازيه نمو عقلي واجتماعي بالإضافة إلى اندفاعهم إلى الابتعاد عن أترابهم والانسحاب ومحاولة الانتماء إلى جماعات الكبار الذين لا يبدون ــ عادة ــ ترحيبا بالقادمين الجدد، وتدفع هذه التحولات الخطيرة أحيانا في نفوس الشباب انفعالات الخوف من الذات بعد أن أصبحت غير مألوفة لهم وللآخرين وبخاصة الآباء نتيجة للخلافات معهم والمستقبل الذي يبدو غامضا ومليئا بالاحتمالات، ويصاحب ذلك القلق والتوتر، سهولة الاستثارة وقضم الأظافر وبعض اللوازم الطبيعية أو العصبية، كما يغلب على الشباب تقلب الحالة المزاجية وأخطر ما في أزمة المراهقة أو بداية الشباب هي ما يعرف باسم "أزمة الهوية".Identity Crisis
(3)
يواجه بعض الشباب السعودي وبما يحمل من سمات نفسية وبيولوجية وفسيولوجية مشكلات عدة في تلك المرحلة العمرية بين "15" سنة و"24" سنة أبرزها ما يلي:
1 ــ تضارب مصادر صناعة الهوية: إن المنزل من أب وأم وإخوة يحمل هوية مرغوبة والمدرسة تحمل هوية لا تنسجم بالضرورة مع هوية المنزل بل داخل المدرسة قد تكون هناك أكثر من هوية مرغوبة، فمناهج التعليم تسعى لهوية وطنية جامعة بينما المعلّم له فهمه الخاص لهذه الهوية، وإذا حلّ المساء كانت هناك هويتان أخريتان تنافسان الهويات الأخرى وقد تتغلب فتصرعهما وهما الأصدقاء ولا سيما من يملك التأثير والقيادة، وأخيرا القنوات الفضائية إني أجزم لك أن شبابنا يعاني فوضى غير خلاقة لا تتيح للشاب الاختيار وتقف موقف الحياد، بل إن تلك الهويّات تصيغ عقول بعض أبنائنا فتصنع من فؤاده هوية تائهة ضائعة أو متطرفة!! إنها صراع الهويّات الحادة في توقيت سيئ، حيث يصارع هو ذاته فتنظر له أحيانا على أنه شاب متدين يحدثك عن الأحكام التفصيلية بالفقه ثم تقرأه في مكان آخر على أنه لقيط الشهوانية الليبرالية الغربية ثم يأخذك لقبيلته ذات السبعمائة عام أو أكثر ويزعم أن الرجولة وقفت هناك و"بس" أو الدفاع الهائل عن قريته النائية والصغيرة جدا ويدعي أنها مهد الحضارة.
2 ــ السطحية .. السطحية .. يقف أمامك الشاب فيعجبك هندامه المبالغ فيه ويتساوى فيه الغني والفقير لكنه بعد أن يتحدث ــ تقول العرب للقادم الجديد تحدث حتى نعرف من أنت ــ تصاب بالذهول فجسمه كبير ولسانه يعبّر عن عقل بسيط تحاول أن تفهمه بصعوبة .. غير قادر على التعبير، فعباراته ركيكة ومحصوله المعرفي شذاذ من الكلام جمعه من جلسات سابقة، وأفكاره مشوشة ذات اليمين وذات الشمال ثم ترحمه لأن نواياه طيبة وتسأل نفسك من تسبب في ذلك؟ هل الأم أم الأب الذي تخلى عن دوره التربوي في غرس قيم النجدة والفزعة وإرادة الرجال الحرة أم المدرسة أم النظام الثقافي السائد .. أم .. أم ..؟!!
3 ــ الفراغ العاطفي: يقال إن فاقد الشيء لا يعطيه .. لا .. بل إن مالك الشيء لا يعرف كيف يعطيه .. إنني على يقين أن الجزيرة العربية هي مخزن هائل للروح ولكنها غير قادرة على التعبير عن تلك العاطفة الجياشة، فنحن نعاني معاناة تاريخية من سوء الاتصال .. فتقبيل الابن على رأسه ووضع اليد الحانية على كتفه والثناء عليه في حضرة المعارف والجلوس أمام الشاب في تواضع وندية، وتبادل وجهات النظر وشد الأزر عند إخفاقه، كل تلك المعاني نرغب فيها ولكننا بصراحة لا نستطيع أن نفعلها فيحدث الفراغ العاطفي، وما يعمق ذلك الفراغ والطامة الكبرى هو أن الكبير منا يحتاج ذاته للعاطفة، بسبب فقدان ذلك يقوم بصب جام غضبه وإحباطاته على ذلك الشاب فيضخم أخطاءه ثم ينتقم منه بشراسة.
4 ــ الرفاه: لا أقول إن كل الشعب السعودي مرفه ــ أنظر مقالتي "الطبقة الوسطى" ــ لكن أغلبه من الطبقة الوسطى التي أفرزتها التنمية الحديثة بدءا من عام 1975م، فنقلت جزءا كبيرا من محدودي الدخل إلى تلك الشريحة، إلا أن هذه الشريحة نجحت في أشياء كثيرة وأخفقت في أخرى ومنها سوء إدارة الميزانية المنزلية، فإنفاقها أكبر من إيراداتها فحصل العجز وازدادت المديونية الشخصية ــ أنظر مقالتي ستة وسائل لمعالجة الدين الشخصي ــ والإخفاق الآخر إغداقها على شبابها بالمال دون حساب العواقب، وكل ذلك الرفاه جاء حتى من محدودي الدخل في رفاه مصطنع .. إن عقدة عوز الماضي قد أثرت علينا بلا شك وعوضناه في إتاحة كل شيء للشباب ففقد شعوره بالحاجة والدافعية للعمل فانتشرت بينه ظاهرة الكسل والخمول والاتكالية والبلادة حتى تجد أن المنزل به أكثر من ثلاثة شبان بالغين والأب ما زال يمارس دوره التاريخي التقليدي في رعاية هؤلاء الكبار الأطفال.
5 ــ ضعف الرقابة: قديما كنت تستطيع أن تعرف كل أصدقاء الشاب وسلوكه الشخصي ذلك لأن المجتمع كان صغيرا وكل يقوم بدوره بالتأديب أو الإبلاغ عن تصرف غير لائق، فتتاح لك المعلومات ثم تتم المعالجة، أما الآن فأبناؤنا يمارسون أدوارا تمثيلية في غاية الاحترافية ويصنعون لنا الشخصية التي نريد ولكن الحياة الحقيقية بعيدة عنا جغرافيا، فالمجتمع أصبح مدينة والمدينة أصبحت دولة بل الدولة أصبحت العالم فبعض من أبنائك في بيونس أيرس في الأرجنتين أو في بكين بالصين يحاور ويتبادل الثقافة وغير الثقافة .. إننا لا نستطيع الرقابة بل لا يمكن الرقابة ما عقد من دور الأسرة والمجتمع في حماية أبنائه.
(4)
بوادر الأمل .. إن ما يثلج الصدر ذلك الوعي السعودي الأهلي على مشكلاتنا الاجتماعية فأخذ الأب والأم والشاب زمام المبادرة باتجاه الحل دون انتظار الدولة الأم التي عليها أن تفعل كل شيء ثم ذلك الوعي الرسمي بأهمية قياس أثر التنمية والتأكد من وصولها لأهدافها الحقيقية ولن يتم إلا بالجودة والإتقان والمحاسبة ومن تلك البوادر ما يلي:
1ــ الرياضة: إن الرياضة عندنا رأسية أي (22) لاعبا يستمتعون بالثروة والصحة في حين يتفرج عليهم (2.200.000) بالملعب وعبر الفضائيات ينفقون أموالهم ويبددون طاقاتهم المعنوية عند الفرح ويعمقون من جراحهم النفسية عند الخسارة، ولذا علينا أن نجعل الرياضة أفقية عبر التخطيط السليم للرياضة الذي يبدأ بالسؤال الجوهري والكبير .. لماذا الرياضة؟ إن هدف الرياضة هو بناء الأجسام السليمة من أجل عقول صحيحة فتكافح المرض وتحسن المزاج وتهذب الطاقة وترّشد السلوك من أجل هدف نبيل هو الصحة النفسية لشبابنا، ولذا لا يهمنا في هذا المقام كم هي إيرادات النقل أو الرعاية؟ وهل وصلنا لكأس العالم أم لا؟ أو هل حققنا كأس آسيا أم لا؟ بل المقياس هو أن نجعل الرياضة أفقية، ونعيد طرح الأسئلة الصحيحة كم شابا سعوديا يزاول الرياضة؟ هل قضت الرياضة على السمنة؟ ما مدى مساهمة الرياضة في الحد من تفشي الأمراض النفسية أو تفشي ظاهرة المخدرات؟ هل أدت الرياضة دورا ثقافيا في تعزيز السلوك الإيجابي للشباب فامتصت طاقته الفائضة فأعادته للمنزل كي يتمتع بعلاقات دافئة مع والديه ثم خلد إلى النوم مجهدا كي يبدأ حياة التعلم غدا صباحا؟
إن الخطأ الإستراتيجي أن نذهب لننافس غيرنا من فاقدي الرؤية فنهتم بالملاعب الكبيرة الحديثة والبرامج الحوارية التلفزيونية الجذابة ثم ننسى سؤال كم عدد الملاعب الصغيرة في أحيائنا؟
2 ــ الدين: قال تعالى: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)" الأنعام ، إن الدعوة الدينية بما تملك من طاقات مادية ومعنوية هائلة ركزت بشكل كبير على الصلاة والنسك والممات وأهملت "المحيا" فلم تنخرط كليا بمشروع التنمية الوطنية بل فضّلت بناء مشروعها الخاص، وأصبح الشاب أمام مفترق طرق فإما مشروع الشاب الملتزم أو مشروع الشاب غير الملتزم، في حين أن هذا المشروع طرأ عليه تصحيح حقيقي يشكر لأولئك العلماء الذين بادروا بالانخراط بالمشروع التنموي الوطني عبر ما يسمى بـ "الإصلاح الاجتماعي" إن الدين الإسلامي ودعوته السلفية عميق الجذور في نفسية الشاب السعودي ويستطيع أن يلعب دوراً كبيراً ومؤثراً وحاسماً.
3 ــ التطّوع: إن العالم المتقدم حضاريا واقتصاديا يستخدم التطوع للشباب كرافعة تنموية لتسخير طاقات المجتمع وتوظيفها نحو مشروع الأمة والوطن وحماية لها من سوء الاستغلال، فطاقة الشبان متحركة متدفقة وعلينا طرح السؤال الوحيد وهو: إلى أين؟ ففي الولايات المتحدة الأمريكية (61 مليون) متطوع أمريكي تطوعوا ضمن المؤسسات الخيرية عام 2006م، وتعززت المشاركة في الأزمات حيث الشباب بين (16) سنة ــ (24) سنة شعروا بالواجب بعد أحداث 11 سبتمبر، فكرم الرئيس الأمريكي (97) ألف متطوع متميز بالخدمة التطوعية في حين (75 %) من الأمريكيين يتبرعون سنويا بالمال للمؤسسات الخيرية، أما كندا (91 %) من سكانها الذين تتجاوز أعمارهم (15) عاما يعملون في مجالات تطوعية وفي ألمانيا الاتحادية (45 %).
بتنا في حاجة ملحة لنظام التطوع وهيئة مستقلة تنظم له وترعاه وتدفع بقية مؤسسات المجتمع الخيري والمدني بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة للإجابة عن السؤال أين يمكن أن نوظف طاقة الشباب التطوعية لإشباع طموحاتهم الذاتية وإكسابهم مهارات وأساليب لتجربة ميدانية ليحقق التلاحم والتكافل والتعاطف مع فكرة الوطن الكبير؟
4 ــ القدوة: يبحث الشاب في سن الثمانية عشرة وبعدها عن بطل يجسد فيه كل طموحاته المستقبلية، بل قد يكون هو المشروع الذي يرغب في الوصول لمثله، وعادة البطل لن يكون والده لأن الشاب يسعى في ذلك التوقيت للقطيعة عن ماضيه، ولذا على وسائل الإعلام مسؤولية كبرى في تعميم نماذج الأبطال عبر التعريف بسيرهم الذاتية وإنجازاتهم المهنية والعلمية والتجارية والاجتماعية ووسائل تحقيق النجاح والثروة والقوة والجريمة الكبرى، ألا يقف الإعلام محايدا وحسب وإنما بتسويق بطولات وهمية أو بطولات ضالة، كما هي في قناة الأسرة العربية شقيقة قناة أن تعرف أكثر.
5 ــ التعليم والتدريب النوعي: إن التعليم العام والتعليم العالي خلال نصف قرن قام بواجبه في محو الأمية "الجهل" وتزويد الطلاب بالمعرفة "المعلومات" لكنه فشل نسبيا في إكساب المهارات وبناء الشخصية المتوازنة الناجحة "إدارة الذات" وكلا الأمرين يحتاج إليهما الشباب لبناء الحياة المهنية "الوظيفة" والاجتماعية "العلاقات"، فأصبح الشاب معلقاً في الهواء "نصف متعلم"، فانبرى لنا من ذلك مشكلات نفسية وأخلاقيات عدة، ولذا علينا أن نقّوم نظام التعليم والتدريب من تعليم المعرفة إلى تعليم جودة الحياة فيحّل لنا أغلب مشكلاتنا وعلى الأجل القصير علينا أن نهتم بالسنة التحضيرية كمدخل للجامعة ومعاهد التدريب لتجسير الفجوة بين التعليم العام والتعليم العالي أو التعليم الفني ثم نهتم بالسنة التطبيقية فنجسر الفجوة بين مخرجات التعليم وحاجات سوق العمل.
6 ــ المشاركة التنظيمية: مهما حاولنا أن نخطط للشباب فلن يمكننا ذلك لأن تقدير احتياجهم بناء على فهمنا الخاص لماضينا كشباب غير صحيح لأن مرحلة الشباب لكل عصر مختلفة عما سبقها وأحيانا اختلاف جذري ثم ما نفهمه عن الشباب الآن فهم خاطئ ذلك لأنهم يمارسون علينا التضليل أما بالتمثيل أو النفاق ولذا لا بد من إشراكهم عبر الجمعيات الشبابية بالمدارس والجامعات وألا نخاف التنظيم ويمكن تطوير ورش عمل دائمة أو موقع إلكتروني خاص "Face Book" بإدارة مركز الحوار الوطني لاستقصاء آراء الشباب في أية أنظمة أو لوائح قد تؤثر على واقعهم ومستقبلهم.
7 ــ الاستشارات النفسية: إن كان هناك علم لم يلق العناية الكافية منّا فهو علم النفس، فنحن وشبابنا نئن من صراعنا النفسي ونخاف المجتمع كي لا يقال مجنون أو ضعيف أو نخاف من بعض الغيورين المخطئين الذي يقول إن علم النفس علم ديني بحت وأي تدخل موضوعي هو تدخل تغريبي مادي يعاني الضياع أصلاً وفاقد الشيء لا يعطيه والصحيح أن كلا الرأيين صحيح فالروح " النفس " يمكن فك أسرارها بالعلم الشرعي وكذلك العلم التقني التطبيقي والتجربة الإنسانية ونحن في المملكة العربية السعودية القادرون على فهم هذا الدور الذي علينا تمجيد دوره وإعلاء شأنه والاستثمار فيه وإتاحته لكل مواطن .. فمن منّا لا يئن؟ إن وحدات الاستشارة النفسية والاجتماعية ونوعية القائمين عليها هي المدخل للحل.
8 ــ الترفيه : لقد حان الوقت وقد تأخرنا في عقد مؤتمر باسم: "ترفيه الشباب السعودي: الواقع والمأمول"، علينا أن نجد رؤية وطنية جامعة تخرجنا من ثنائية الانفتاح التغريبي أو التعنت الاجتماعي الديني في حين شبابنا يتيهون في الشوارع مطرودين بالأبواب وخاضعين لمطرقة الهيئة وسندان الأجهزة الحكومية البيروقراطية الفاقدة لحس الشباب وهمومهم، إن الهيئة العامة للسياحة والآثار قد رعت أنشطة محافظة ومبدعة مثل رالي حائل وسوق الكليجا بالقصيم وسباق السيارات بجدة ونادي الطيران بالرياض، والمدخل المناسب لقيادة الحل هي الهيئة العليا بالتعاون مع الرئاسة العامة للرياضة والشباب فيربط الاقتصاد بالترفيه بالتنمية من خلال برامج غير تقليدية نجاحها الكبير يقاس بانخراط أكبر قدر من الشباب فيها.
إن إدارة طاقة شبابنا الآن هو حل لكثير من مشكلاتنا الأخلاقية والنفسية والجنائية، إن حسن توظيف مواردنا الشابة هو قفزة هائلة للتنمية.
.. أما أنتم أيها الآباء أو الأبناء الشباب فعليكم بالمبادرة بالأخذ بهذه النصائح قدر استطاعتك وأغلبنا يستطيع ولا تلقِ باللوم أو تنتظر لأنها وظيفة البطّالين الكسالى ضعيفي الإرادة والهمة وأنتم لستم منهم بحول الله ثم بعزيمتك.
أيها السعوديون .. إذا أردتم أن تعرفوا مستقبلنا القريب فانظروا لشبابنا اليوم.