ترجل الفارسان الجبر والطوق
أبلغني عبد اللطيف الجبر قبل فترة زمنية أنه قرر إتاحة الفرصة لآخرين في رئاسة مجلس البنك العربي الوطني، وأنه سيزورنا هو وزملاؤه الكثر في الرياض والمسؤولون لتجديد العهد والوداع، وقد سعدت بزمالة الأخ عبد اللطيف الجبر في مجلس إدارة البنك العربي الوطني لسنوات، حيث قضى في خدمة هذه المؤسسة الوطنية أكثر من 30 عاما، تربع خلال بعضها على رئاسة مجلس الإدارة خلفا لزميلنا المهندس عبد العزيز الصغير، وكانت مدة خدمته كعضو ورئيس مجلس الإدارة كنزا من المعرفة والخبرة والأخلاق والتعامل والإلمام بكل فواصل العمل البنكي كمؤسسة تجارية ربحية، كما أن رصيده الاجتماعي الذي يحظى به سواء في المنطقة الشرقية، حيث مركز أعماله أو في العاصمة كبير، حيث يحظى بالوجاهة الاجتماعية والرصيد الكبير، ويقسم وقته الثمين بين محبوبته الأحساء وكذلك مركزه التجاري في الدمام، وقد حباه الله قبولا لدى المسؤولين وكبار رجال الأعمال والمواطنين لأعماله الخيرية وحيويته الاجتماعية ووجوده الدائم في كل المناسبات، حيث تطلب عمله في عضوية البنك العربي الوطني الوجود في الرياض في الاجتماعات وفي كثير من المناسبات الاجتماعية، كما أن استمرار تواصله الاجتماعي على الرغم من مشاغله الكثيرة مع أصدقائه وزملائه ومحبيه، وأنا واحد منهم يجعله دائم الحضور والمواصلة، لقد أبلغني قبل أشهر أنه سيترك رئاسة البنك العربي الوطني بعد أن خدم هذا المجال والأسرة البنكية السعودية لسنوات، إننا في الرياض سنفقد أخا عزيزا يسعدنا بزياراته من وقت إلى آخر مع مشاعري بأن عادته الكريمة في الاتصال والتواصل ستكون دائمة حيث عودنا على ذلك.
أما الفارس الثاني أبو عبد العزيز، إبراهيم الطوق والذي هو الآخر لازم عضوية مجلس إدارة البنك السعودي الفرنسي لسنوات تسلم رئاسة مجلس الإدارة خلفا لعمران العمران، فإنه فارس مجد في حقل الإدارة والتواصل الاجتماعي، وكذلك الحراك الاقتصادي، حيث عمل رئيسا للغرفة التجارية في الرياض لسنوات وعضوا في مجلس إدارتها، على الرغم من مشاغله الشخصية الكبيرة وارتباطه بعدد من الشركات عضوا ورئيسا، وها هو الآخر يقرر ترك رئاسة البنك السعودي الفرنسي ليفرغ لأعماله وصلاته الاجتماعية وأصدقائه ومحبيه الكثر، وقد شرفت بزمالته في عضوية بعض مجالس الإدارات، وكان له حضوره الدائم والتزامه وكذلك آراؤه القيمة ومعرفته الطويلة بالحراك الاقتصادي والتجاري والمسؤولين، ويربط الزميلين عبد اللطيف الجبر وإبراهيم الطوق رباط المحبة والصلة بمدينة النخيل والعيون الأحساء، فأنا أعرف أن الكثير من هاتين المؤسستين ومن زملائهما رؤساء مجالس إدارات البنوك السعودية سيفقدون وجودهما وآراءهما القيمة ومشاركتهما الدائمة، ولعل قرارهما بالخروج في هذا الوقت بعد أن أديا واجب المواطنة المخلصة والخدمة الاجتماعية الرائدة سيكون عونا لهما في إسداء الكثير من الوقت للخدمة الاجتماعية، خاصة أن رصيدهما الاجتماعي في هذا الوطن كبير جدا ومشرف، وما دمنا في وادي الحديث عن هاتين المؤسستين فإنه من الواجب التذكير بالرؤساء السابقين في هذين البنكين والبنك السعودي البريطاني، حيث رأس حسن المشاري البنك السعودي الفرنسي لسنوات ثم ترجل هو الآخر بعد أن أرسى قواعد العمل البنكي المؤسس مستفيدا من رصيده الاجتماعي ومعرفته المالية وصلته السابقة بوزارة المالية وكيلا لها ووزيرا للزراعة والمياه، ثم خلفه عمران العمران في رئاسة البنك لسنوات، سلم بعدها مقاليد الأمور لأبي عبد العزيز إبراهيم الطوق، كما أن البنك العربي شرف برئاسة المرحوم الدكتور عبد الله العمران لسنوات التأسيس وما بعدها ثم انتقل علم الرئاسة إلى ـ المغفور له ـ راشد عبد الرحمن الراشد لسنوات. رحم الله الميتين وحفظ بعنايته ولطفه الباقين. وما دام الحديث عن البنوك فإن لسليمان العليان وعبد الله الحقيل ـ رحمهما الله ـ أزكى الدعوات بالرحمة والمغفرة لدورهما الكبير في رئاسة البنك السعودي البريطاني. هذه عجالة أحببت أن أسهم بها في هذه المناسبة لنقول للمحسن أحسنت ونقدر جهود من خدم اقتصادنا ومؤسساتنا المالية، مع علمي بما يحمل ذلك من أعباء اجتماعية ونفسية، ولكن الجميع أدوا هذه الخدمة بكل فخر واعتزاز ـ نتمنى لهما حياة هانئة، والمجتمع الاقتصادي يودعهما بالحب والتقدير ـ والله الموفق.