«ستاكسنت» و«ستارز».. إرهاب من نوع آخر
تجددت المخاوف مرة أخرى من المخاطر المصاحبة لفيروس ستاكسنت Stuxent، إضافة إلى فيروس آخر تم الإفصاح عنه أخيرا تحت اسم ستارز Stars، وتصنف هذه الفيروسات من فئة الفيروسات الموجهة للبرمجيات وتطبيقات أنظمة التحكم الصناعية ومكمن خطورتها أنه لا يترك ما يدل على إصابة النظام به ولديه القدرة على إزالة نفسه من النظام المصاب بهدف إخفاء أي تغييرات في النظام المتعرض للهجوم.
وقد أدى انتشار فيروس ستاكسنت الذي يعمل على استغلال مكامن الضعف داخل أنظمة التشغيل إلى أضرار بالغة لعدد كبير من البرمجيات الصناعية في عدة دول مثل ألمانيا وإيران، إضافة إلى الصين التي أعلنت تعرض أكثر من ستة ملايين جهاز لخطر هذا الفيروس، وبشكل عام شكلت القارة الآسيوية الانتشار الأوسع لمثل هذه الفيروسات. ويوجد شبه إجماع على أن من تبنى مثل هذه الفيروسات هي دول وليس أفرادا نظرا لدرجة التعقيد في طريقة عمل هذه الفيروسات والقدرة الكبيرة التي تتمتع بها في تدمير المنشآت الصناعية.
وانتشار مثل هذه الفيروسات سيشكل خطرا حقيقيا قادما وإرهابا إلكترونيا مخيفا قد يعمل على تدمير منشآت صناعية حيوية، وهذا الأمر يتطلب تبني أنظمة أمن إلكتروني أكثر فاعلية، خاصة في ظل التوجه العالمي المتزايد لتقنيات الحوسبة السحابية. إن المرحلة القادمة تتطلب دورا أكبر ورياديا للمركز الوطني الإرشادي لأمن المعلومات للمساهمة بفاعلية في نشر الوعي بمثل هذه المخاطر، إضافة إلى تقديم دعم أكبر للمراكز البحثية المتخصصة في أمن المعلومات. كما يجب التصدي له عبر زيادة الوعي في بيئات العمل وبالأخص المنشآت الصناعية وتكثيف تدريب العاملين فيها لمواجهة حرب إلكترونية محتملة ـــ لا سمح الله. ولعل من المناسب وضع حوافز وبدل لمكافحة الإرهاب الإلكتروني للعاملين في الجهات ذات العلاقة كمحفز لمواجهة مثل هذه المخاطر الإلكترونية.