معهد الإدارة العامة.. انطلاقة جديدة

صدرت موافقة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي على الإستراتيجية التحولية لمعهد الإدارة العامة لكي يقود منظومة التدريب الإداري، ليس في القطاع الحكومي فقط، إنما بصورة عامة في القطاعين العام والخاص، وهذا من شأنه الارتقاء بقدرات الكفاءات الوطنية والقيادات الإدارية وفق أعلى معايير الجودة في التدريب - كما قال مدير عام المعهد الدكتور بندر السجان.

وقد جاء اختيار معهد الإدارة العامة بالذات لقيادة منظومة التدريب بناء على المسيرة الناجحة للمعهد لأكثر من 6 عقود حيث تأسس عام 1961، وكان أول مدير عام له هو محمد أبالخيل الذي عُرف بالجدية والانضباط والأهم من ذلك حسن اختيار الجهاز العامل معه في جميع المواقع التي عمل فيها وكان آخرها وزيراً للمالية والاقتصاد الوطني.

ومن خلال هذه الإستراتيجية سيصبح معهد الإدارة العامة الخيار الأول للتطوير القيادي والإداري من خلال تقديم خدمات تطويرية بمعايير عالمية عبر شبكة شركاء محليين ودوليين لتحقيق أهداف إستراتيجية تقوم على تقديم خدمات متنوعة واستشارات وأبحاث ودراسات في مجالات التنظيم والموارد البشرية وسيتم ذلك من خلال منظومة متكاملة للتطوير القيادي عبر أكاديمية تطوير القيادات الإدارية بالمعهد.

وكل ما تقدم يعد استمراراً لدور المعهد الذي يقوم به منذ إنشائه في مجال تطوير الإدارة الحكومية، لكن الدور الجديد الذي حرص مجلس إدارة المعهد برئاسة المهندس أحمد الراجحي وهو المسؤول الأول عن سوق العمل والقادم من القطاع الخاص على إدخاله وهو تفعيل دور القطاع الخاص في مجال التدريب الإداري، من خلال بناء المعهد شراكات إستراتيجية مع القطاع الخاص لرفع جودة البرامج التدريبية وتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات سوق العمل، عن طريق توفير التدريب الذي يركز على تنمية المهارات والمواهب لدى الشباب والشابات المتطلعين إلى دخول سوق العمل بناء على الفرص التي تتوافر لهم وفق برامج رؤية 2030 التي تغطي جميع القطاعات وتدمج بشكل متكامل بين دور القطاعين العام والخاص لدعم التنمية المستدامة والاقتصاد القائم على فكر إداري متطور يتناسب مع مكانة السعودية كإحدى أهم أعضاء مجموعة العشرين وأسرعها تقدماً في المؤشرات العالمية في مختلف المجالات.

وأخيراً: من شأن المشاركة بين معهد الإدارة العامة والمؤسسات المتخصصة في التدريب الإداري وأعني مؤسسات القطاع الخاص إيجاد منظومة سعودية قوية للتدريب تستفيد من الخبرات السعودية العالية في مجال التدريب، إضافة إلى الاستعانة ببعض الخبرات الأجنبية المتخصصة ويبقى أن تعقد دورات التدريب في مناطق السعودية الجميلة لتكون عنصر جذب لهذه الدورات بدل الالتحاق بدورات أقل جودة في دول أخرى وقد أشرت إلى ذلك في مقال سابق نشر في هذه الجريدة عام 2022، كما تطرقت في المقال إلى أفكار حول تنشيط دور المعهد لكي يصبح شركة عالمية تقدم خدماتها في مجال التدريب والاستشارات للقطاع العام والخاص أيضاً وقد تحقق ذلك مع الإستراتيجية الجديدة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي