تصريحات بعض المسؤولين عن عدم رضاهم على أداء أجهزتهم.. ماذا تعني؟
إن تصريحات بعض المسؤولين عن عدم رضاهم على أداء أجهزتهم مبررة ومتوقعة من قِبل الذين لا يجلسون على كراسي المسؤولية ومن ليس بأيديهم اتخاذ القرار، ويأتي هذا الحديث لاستشعار هؤلاء المسؤولين أهمية ارتفاع تطور أجهزتهم بشكل تصاعدي، أما المسؤولون الذين بأيديهم اتخاذ القرار فإننا نتوقع منهم نتائج مبنية على خطط استراتيجية تراعي المتغيرات والمستجدات، وكذلك عملا دءوبا لتحقيق تلك الخطط وتقييما مستمرا للمنجزات المتحققة في ضوء ما تم التخطيط له وشفافية وتواصلا مع وسائل الإعلام وعندئذ قد نقبل تبريرا لقصور جزئي أو تعليلا لتأخر مرحلي.
أما أن يكون دور المسؤول التمظهر بمظهر المنجز والقيادي الحكيم والإداري الفذ من خلال جهاز إعلامي في منشأته يروج لأخبار من قبيل "اطلع على تقرير" ووجه بتشكيل لجنة، ثم عندما تتردد على مسامعه شكاوى المظلومين وتتكرر في الصحافة مقالات النقد ولا يجد مبررا يقنع به الشاكين، فتتفتق عقلية مسؤول العلاقات العامة عن فكرة مجاراة المنتقدين ليردد جزءا من حديثهم ولسان حاله كما يقول المثل المحلي (مع الخيل يا شقراء)، وهو وصف لحال الإمعة الذي يسير مع الجمع دون هدى.
يمكن أن يصدق الناس لبعض الوقت إدعاءات المستشارين الإعلاميين ومسؤولي العلاقات العامة في بعض الأجهزة، وحديثهم على لسان المسؤولين عن عملهم الدؤوب لإحداث نقلة نوعية تضارع ما وصلت إليه بعض الدول المتقدمة، لكن في ظل وجود مسؤول يغفو على كرسي المسؤولية ويجثم على صدر منشأة كبيرة فينشر فيها الكسل والاسترخاء وعدم العمل، فسرعان ما تبدأ التوقعات بالتراجع شيئا فشيئا حتى يتخلف الأداء فيتصور المسؤول بأنه بهذا الإدعاء سيتبع للجميع دهما جديدا بأنه يشاطرهم مشاعرهم ويفهم معاناتهم، لكنه في الواقع يقدم أنموذجا صارخا في الفشل الإداري وانعدام التواصل مع الواقع.
إننا في حاجة إلى إفاقة كل مسؤولٍ خاملٍ من خلال كشف حساب إداري دوري، أسوة بما تنشره الشركات المساهمة من حسابات سنوية وفصلية، حيث يقدم تقريرا من جهة محايدة أشبه بالمحاسب القانوني الذي يعد ميزانيات الشركات المساهمة ويصادقها، لما تم إنجازه خلال عامٍ مضى وما يتوقع تحقيقه خلال عامٍ قادمٍ، ومن ثم يتم إعادة تقييمه في السنة التالية. وتسهم الصحافة اليوم بشيء في هذا الصدد ما لم توصد أمامها الأبواب وتغلق في طريق منتسبيها السبل.