المشاريع التاريخية ودعم المنتج الوطني

رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء الجمعة 19/9/1432هـ وضع حجر الأساس لأكبر توسعة يشهدها الحرم المكي الشريف, كما دشن - رعاه الله - عدداً من المشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة، وأعلن بدء توقيت مكة العالمي بتكلفة بلغت 80 مليار ريال.
وتأتي هذه الإضافة المهمة وغير العادية ضمن جهود المليك المفدى - أيده الله - الرامية لاستثمار الفوائض المالية للمملكة, وتوجيهها للمشاريع التنموية, وخدمة الاقتصاد الوطني, ومواطني هذه الأرض المباركة. إن المتتبع لحجم هذا الإنفاق السخي, وما سبقه من مشاريع عملاقة تضمنتها الأوامر الملكية الكريمة التي خصص لها مبالغ ضخمة تناهز الـ 500 مليار ريال, كل ذلك لا بد أن يحدث طفرة حقيقية تطول جميع المجالات, ويلمس المواطن آثارها, وينعم الوطن بخيراتها, على أن يرعى المعنيون بها إنجازها في الأوقات المحددة لها, وبالجودة التي تكافئ المبالغ الطائلة التي خصصت لها.
ولتعظيم الاستفادة, وتحقيق المصلحة العامة, أجدها فرصة مواتية للإشارة إلى جانب في غاية الأهمية, وهو التأكيد على جاهزية وقدرة صناعتنا الوطنية بفضل ما هيأته لنا الدولة - أيدها الله - وعلى مدى عقود من الزمن, حتى أضحت تشكل قاعدة متينة، وركيزة أساسية يعتمد عليها في مساندة جهود الدولة، وتوفير متطلبات جميع مشاريعها التنموية من المواد عالية الجودة. والشواهد على ذلك كثيرة، والقرارات الحكومية التي تؤكد ضرورة إعطاء الأولوية في المشتريات والمنافسات الحكومية للمنتج المحلي دلالة كافية على أهلية صناعتنا الوطنية. ويبقى الالتزام بهذه القرارات واستشعار البعد الاجتماعي والاقتصادي، وحرص خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على توفير فرص العمل للمواطنين, حيث الصناعة من المجالات الواعدة التي يمكنها استيعاب أعداد كبيرة من طالبي العمل، وهذا لن يأتي إذا لم تحظ صناعتنا بالتفضيل، ومنحها كامل الفرصة لتوفير المواد اللازمة للمشاريع المعتمدة, لتمكينها من استمرار العمل، والتوسع في استثماراتها. إن أي تجاهل من قبل الجهات المنفذة للمشاريع لأهمية استخدام المنتج والخدمة المحلية، واللجوء لمصادر توريد أجنبية، من شأن ذلك أن يسهل خروج الأموال، ويحرم الوطن والمواطن من ثمار هذه المشاريع، ويقوض المغزى الحقيقي الذي كان وراء اعتماد القيادة الرشيدة لها. حفظ الله بلادنا من كل سوء، وأتم عليها نعمة الأمن والاستقرار، في ظل قيادتنا الحكيمة، إنه سميع مجيب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي