ما لا يعرفه الجمهور عن مشكلة المعتمرين
تعتبر المؤسسات الخدمية الأكثر تناولا في وسائل الإعلام بسبب طبيعة منتجات تلك المؤسسات وعلاقتها الأساسية بحياة الإنسان العصري. ومن أشهر المؤسسات الخدمية قطاع الطاقة أو الكهرباء، فإضافة إلى حاجة الإنسان لكهرباء مستدامة في منزله فإن هناك علاقة بين جودة خدمة الكهرباء وبين النظام السياسي والاقتصادي في الدولة. في الدول المتقدمة يتم الفصل بين الشركات المنتجة للطاقة سواء كانت نووية أو نفطية أو خضراء وبين الشركات التي تقوم بتوزيع الطاقة الكهربائية للمرافق المختلفة. ولذلك نجد في دول متقدمة و(راشدة) كألمانيا وبريطانيا جودة عالية من ناحية الاعتمادية وهي ندرة الانقطاعات ومن ناحية نسبة استهلاك الفرد لكمية الطاقة. قطاع النقل الجوي بفروعه الرئيسة من خطوط ومطارات يعتبر قطاعا خدميا مهما للإنسان العصري وله صدى كبير في وسائل الإعلام يقارب شركات الكهرباء، ففي اليوم الأول لافتتاح الصالة الخامسة في مطار هيثرو والتي تعتبر الصالة الأكثر تقدما في العالم من حيث التجهيزات والأنظمة، حدث عطل في نظام مناولة الحقائب مما تسبب في فوضى عارمة تكدست بسببه مئات الرحلات وقضى المسافرون أياما وليالي في تلك الصالة البائسة. تناقلت وسائل الإعلام حول العالم أخبار وصور الآلاف من المسافرين العالقين وسائل الإعلام المختلفة ولكن القليل منهم لا يعرف أن السبب هو المطار لا الطائرات أي الناقل الجوي. مشكلة مطار جدة السنوية هي نتاج سوء الإدارة لجميع الأطراف المعنية بخدمة الحجاج والمعتمرين دون استثناء، فالمطار غير قادر على إدارة جموع المسافرين والناقلات الجوية وخاصة الخطوط السعودية تعاني سوء دقة مواعيد رحلاتها وما ينتج عنه من تكدس في المطار فوق طاقته الاستيعابية. مواطن اليوم في عالم العولمة غير مواطن الأمس وأصبح لديه حق المشاركة والنقد، ولذلك فإن بيانات العلاقات العامة في الجهات التي تسببت في الأزمة أغفلت جانبا يهم الجمهور الذي تفاعل بقوة مع هذه الأزمات الأزلية. الجانب الذي قد لا يعرفه الكثير من الجمهور تتمثل بثلاث كلمات هي (الأسباب والحلول معروفة). فالخطوط السعودية وهيئة الطيران المدني لديهم كفاءات تعرف تفاصيل تلك المشاكل وتعرف كيفية وماهية حلولها، ولكن هي كأغلب القطاعات متدنية الجودة تحتاج فقط إلى شفافية ومتخذ قرار.