المملكة على عرش قلوبنا

إنَّ البلد الذي لا يتوقف السعي إليه من كل أرجاء الأرض ، والذي لا يتوقف الطواف فيه لحظة من ليل أو نهار ، لهو وطنٌ جدير بمحبة كل المسلمين كافة ، ذلك لأنه الموطن الذي يجمع قلوبهم ، ويوحد أفئدتهم على مقصد واحد وغاية واحدة.

إنَّ المملكة وهي تحيي يومها الوطني الذي وحَّدَهَا فأعلى راية توحيدها، لتوقظ في قلوب الموحدين جميعاً مفردات الوحدة، التي تجمع أجسادهم المتباعدة وألوانهم المتعددة وجنسياتهم المختلفة في مؤتمر تذوب فيه الفوارق ، وتنصهر فيه القلوب، وتندمج فيه المشاعر، ومن ثم لا نجد قلباً - يسكن الإيمان فيه - لا يشتاق إلى زيارة هذه الأرض الطاهرة.

قبل إحدى وثمانين سنة أراد الله بالمملكة العربية السعودية خيراً فقَيَّضَ لها رجلاً عملاقاً من فصيلة الأفذاذ ، لملم الأبدان ، ووحد القلوب ، وقتل نعرات الفرقة ، فأعلى بفضل الله ثم بسعيه المخلص الدءوب راية الوحدة والتوحيد .. الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - بتوفيق من الله ، وبإرادة صلبة، وعزيمة صادقة ، خاض الأهوال، فجَمَّعَ من بعد فرقة ، وقوَّى من بعد ضعف ، وعلَّم من بعد جهل ، ليُعْلن بعد أن أتم الله له ما سعى إليه عن اختياره ليوم 23 سبتمبر من عام 1932م ، يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية وتوحيدها.

إن السعي نحو جمع الناس على كلمة وهدف وغاية لهو غاية كل الموحدين الصادقين .. لهو ترجمة واقعية لفطرة التوحيد المستقرة في ضمير الأسوياء ، ولذا جُعِلَت الوحدة فرض عين تتضاءل أمام تحقيقها وإقرارها ما سواها من أهداف وغايات ، لأنها القوة التي تحمي العقيدة ، وتقيم الحق، وترسخ المبادئ ، وتعلي من شأن الإنسان ، وما عرف قوم الوحدة إلا عزوا وسادوا وقادوا ، وما عرف قوم الفرقة إلا ضعفوا وهانوا وتراجعوا .. والتاريخ الإنساني يشهد ، ويخطب من فوق منبر الأحداث في كل لحظة !.

من أجل ذلك.. فإن في قوة المملكة قوة لكل المسلمين، وفي وحدتها وحدة لكل المسلمين، ولذا وجبت محبتها، والذود عن حرمتها. بارك الله في السعودية الحبيبة.. ملكاً، وأرضاً، وحكومة، وشعباً.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي