«كتيبة مشوار»

الصديق عبد الله سلمان رئيس تحرير مجلة ''الإعلام والاتصال'' التي تصدرها وزارة الثقافة والإعلام، قدم من جدة إلى الرياض لمتابعة أمور تتعلق بالمجلة.
في مطار الملك خالد قابلته ''كتيبة مشوار''. وكتيبة مشوار هذه مجموعة من البشر الذين يتلقون الركبان ويعرضون نقلهم بسياراتهم الخاصة قبل أن يصلوا إلى المواقف المخصصة لسيارات الليموزين.
يقول عبد الله إنه وافق على الركوب مع واحد من ''كتيبة مشوار'' لأنه يرى أن هؤلاء يستحقون التعاطف. هذا السلوك النبيل من عبد الله واجهته وقائع مدهشة:
أولها: أن السائق لم يكن في وعيه.
وثانيتها: أن الدوريات قررت ملاحقة السائق لأنه خالف بنقل الراكب.
استمرار الملاحقة أحالت القائد غير الواعي إلى وحش، وبدلا من أن ينصاع لطلب الدوريات بالتوقف، كان يتعمد الاصطدام بهم.
انقلبت السيارة، وتم نقل السائق والراكب لمستشفى الشميسي. عندما صحا عبد الله، قيل له إن السائق الذي نقل معه في الإسعاف قد هرب من الطوارئ.
في اليوم التالي تم نقل الأخ عبد الله إلى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب، حيث أجريت له سلسلة من العمليات، وسوف يلازم السرير الأبيض لعدة أسابيع، لكن يظل السؤال المؤرق هو: هل نتعاطف مع ''كتيبة مشوار'' التي تتلقانا على بوابة صالة الاستقبال؟ ثم ما دور ''الطيران المدني'' والأجهزة الأمنية الموجودة، في الحد من هذه الظواهر التي لا يقتصر أثرها على التشويه، بل إنها أيضا صارت مصدر تهديد لأرواح البشر؟ سلسلة أسئلة أختمها باقتراح: لا تتعاطفوا مع ''كتيبة مشوار''.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي