نعم لإبراز الجهد الاقتصادي في الحج

بعد أن انتهى حج هذا العام 1432هـ كواحد من أنجح المواسم على الإطلاق في التاريخ المنظور وذلك بفضل الله ثم بفضل ما هيئ له من امتداد لاستثمارات عظيمة بأرقام تكاد تقترب من موازنات دول، حيث استطاعت الحكومة السعودية أن تجعل من الحج مضرب مثل في تنظيم ملايين البشر لفترة زمنية محددة يتنقل فيها الحجيج بين المشاعر والمسجد الحرام في مساحات صعبة التضاريس ومحدودة المساحات ثم للبعض منهم إمّا قبل أو بعد الحج زيارة المسجد النبوي الشريف. وقد تم كل ذلك دون حوادث مؤلمة أو حالات طوارئ مفجعة بل كان اليسر والأمن والأمان والطمأنينة تعلو محيَّا كل حاج. وما ذاك إلا بفضل الله ثم بفضل تواصل منظومة كبيرة من الجهد والتخطيط والتنفيذ والإدارة في كل مجال.
وكثير من يرى أن إبراز هذه الجهود خصوصا من الناحية الاقتصادية أمر غير محبب بحكم الإيمان الذي هو معروف ولا ينكره إلا جاحد بأن الحكومة السعودية تعمل كل ذلك دون انتظار ثناء من أحد أو تبجيل لقيادة وحكام. وفي ظني أنه من المندوب أن نبرز بعضا من هذه الجوانب الاقتصادية ليس من باب الثناء (وإن كان مستحقَّا لحكومتنا أيدها الله) بل هو من باب الشهادة المنطقيةَّ والاعتراف المهني بحسن الأداء. فحين تسخر الحكومة كل قطاعاتها وإمكاناتها، تقريبا دون استثناء مبتدرا هذه الجهود العظيمة مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - وولي عهده الأمين - حفظه الله - وانتهاءً بموظفي الدولة وغيرهم من منسوبي الجهات الحكومية وشبه الحكومية في تناغم لسلسلة هيكل تنظيمي إداري يمثل نتاج استثمارات غير هادفة إلى الربح المادي لإخراج حدث بمثل هذا النجاح، خصوصاً أن هذا الحدث شيء فريد لا يوجد له مثيل في العالم. وقد يرى البعض أن الحج ومناسبته يشابه بعض المناسبات العالمية التي تنظمها بعض الدول وذلك في بعض جوانبه كالتفويج والإقامة والصحة وغير ذلك، إلا أن هذا تشبيه في غير محله لعدد من الأسباب التي أدرك أن الكثير يعيها. فلا الزمان ولا المكان ولا الجمهور يماثل أي حدث في العالم.
إن إبراز الجوانب الاقتصادية والإدارية التي تضطلع بها السعودية في كل موسم من مواسم الحج، هو واحد من الجوانب التي يجب علينا أن نبرزها للعالم وبكل استحقاق. فلم نكن ننتظر في يوم من الأيام ثناء من أحد غير أن ضمائر المنصفين ترغب قول الشكر والتعبير عنه كشاهد على العصر على نجاح جهود مضنية وحسن تخطيط مسبق بتنفيذ يستحق كل إشادة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي