رابطة العالم الإسلامي .. الدور والمسؤولية
في خضم الأحداث العالمية والإقليمية وغياب الترابط الدولي والإقليمي المسؤول، وضعف القيم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدينية، وتشتت الجهود ذات العلاقة بما يحتاج إليه ويعيشه العالم اليوم، خصوصا العالم الإسلامي والعربي، وتبعثر الفكر والمواقف والآراء ودخول الأهواء والاجتهادات الفردية، التي ربما تقود إلى شيء من الضلال وكثير من التفكك والاختلاف، يبرز دور وأهمية رابطة العالم الإسلامي، التي عرف بها القائمون عليها بأنها منظمة إسلامية عالمية جامعة، تنسق الجهود في مجالات التعريف بالإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه ودحض الشبهات والافتراءات التي تلصق به والعمل على جمع كلمة المسلمين، وعونهم في حل مشكلاتهم وتنفيذ مشروعاتهم الدعوية والتعليمية والتربوية والثقافية، والرابطة في دور وهدف آخر لها هو "تشجيع الحوار مع أصحاب الثقافات الأخرى، وتسعى إلى ما يحقق السلم والأمن والعدل في البشرية وتحارب العنف والإرهاب.
كما تم تحديد أهدافها وفقا لما يلي:
1 - التعريف بالإسلام عقيدة وشريعة وسلوكاً والدعوة إليه، وتوعية المسلمين بحقائقه النبيلة وفقا للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
2 - العمل على تحقيق رسالة الإسلام في نشر السلام والعدل وحفظ حقوق الإنسان.
3 - شرح تعاليم الإسلام الصحيحة والدعوة إليها، ودحض الافتراءات عليه والتصدي لمحاولات التشويه لصورته والتضليل الموجه ضد دعوة الحق.
4 - تنمية التعارف والتعاون بين الشعوب الإسلامية، والعمل على إيقاظ الوعي المشترك بقضايا المسلمين وتطلعاتهم إلى تحقيق العدل والسلام والاستقرار.
5 - بذل الجهود في علاج المشكلات التي يواجهها العالم الإسلامي وتقديم العون للمسلمين في حل مشكلاتهم وتحقيق آمالهم المشروعة.
6 - بذل الجهود الممكنة لدفع عوامل النزاع والشقاق وفساد ذات البين داخل الشعوب والجاليات الإسلامية وفيما بينها.
7 - السعي إلى نشر الفضيلة والإصلاح في الأرض ودفع الإفساد عنها، وحث الناس على طاعة الله وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم.
هذه الرسالة والأهداف الإنسانية النبيلة وغيرها، التي ترعاها وتعمل على تحقيقها رابطة العالم الإسلامي اليوم تحتاج إلى مزيد من الدعم والمتابعة، لأن المطلع على أحوال المسلمين، خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، يلاحظ ضعف العمل الإسلامي في العديد من دول العالم وغيابه في دول أخرى، ما يتطلب إعادة تقويم الوضع ووضع الخطوات التصحيحية لإعادة الدور المأمول من الرابطة تحقيقه للمسلمين وغير المسلمين في مختلف البلدان.
إن دور ومسؤولية رابطة العالم الإٍسلامي في نشر رسالة الإسلام الخالدة وتعزيزها وفقا للأهداف الموضوعة للرابطة يتطلب منا جميعا الوقوف معها ودعمها حتى نصلح الخلل العظيم الذي أحدثته أحداث الحادي عشر من سبتمبر، خصوصا العناية بالفكر الإسلامي السليم والاهتمام برعاية المساجد وتقديم ما تحتاج إليه من صيانة ونظافة في الكثير من الدول غير الإسلامية.
إن ترك الساحة الإسلامية اليوم في العديد من دول العالم غير الإسلامية، خصوصا الولايات المتحدة وأوروبا، لفئة تسيء إلى الإسلام من خلال استغلال غياب الدور الفاعل للرابطة، سيزيد الفجوة بين الفكر الإٍسلامي المعتدل والفكر المتشدد، وربما الفكر المستغل للإسلام لمصالح خاصة وأهواء سياسية.
المطلع على أحوال النشاط الإسلامي ووضع أئمة المساجد والمساجد في الولايات المتحدة بشكل خاص والعديد من الدول الأوروبية يلاحظ هذا الغياب الإسلامي المعتدل، كما يلاحظ تدني ثقافة وعلم القائمين على المراكز الإسلامية، وتدني نظافتها وصيانتها حتى أن العديد منها يفتقر إلى وجود المصاحف، وما هو متوافر منها مصاحف محدودة وبعضها في حالة لا تساعد على القراءة.
إن العودة المتأنية المنظمة السليمة للدور الرائد للمؤسسة الإسلامية المعتدلة والقادرة على تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام وأهله أصبح واجبا حتميا، ورابطة العالم الإسلامي خير من يقوم بهذا الدور الإنساني العظيم، ولهذا دعونا جميعا نقف معها من أجل تحقيق ذلك وعدم ترك الساحة لكل مطبل ومزمر ومفسد. والله من وراء القصد.