الطاقة المستجدة لكيلا نحلم كثيراً

الطاقة مصادرها بلا شك تنفد ومحدودة مثلها مثل أي مصدر طبيعي يولدها، أو لربما بفعل تحويلات تقنية يحاول تمديد استهلاكها. بيد أنها تبقى في النهاية شأنها شأن أي مصدر طبيعي محدود الوجود. وقد حبانا الله - عز وجل - في هذا البلد المبارك بأحد مصادرها المعروفة وهو النفط، لكنه يبقى دائماً مثلما هو معروف على محك النضوب. ولذا سعت الدول المتقدمة وغيرها إلى إيجاد بدائل لمصادر هذه الطاقة، التي على رأسها الطاقة النووية. ولعل العلاقات السياسية التي نراها في هذه الأيام بين شد وجذب في إيجاد بدائل لمصادر هذه الطاقة، التي آخرها ما يتردد في الوسط السياسي بين إيران والدول العظمى. ونحن في بلد السلم والسلام نمتلك حالياً أكبر مصادر الطاقة (النفط)، بيد أننا يجب أن نفكر في أبعد من ذلك، حيث ترجمة هذه الرؤى إلى استراتيجية واقعية في بناء "حصيف" لمصادر الطاقة وبدائلها الأخرى، التي يجب أن تتبناها دولة قيادية في عالم الاقتصاد المتنافس كالمملكة العربية السعودية.
ولا غرو في ذلك حتى إن كانت المملكة تختزن تحت ثراها واحداً من أكبر مصادر مخازن الطاقة. وقد أحسنت حكومتنا الرشيدة - أيدها الله - بقيادة مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين - أطال الله في عمره - حين بدأت وانتهجت فكر التنويع لمصادر الطاقة سواءً كانت ذرية أو شمسية أو غيرهما. وما ذاك إلا فكر واسع وأفق بعيد تضطلع به قيادة هذه الدولة - أعزها الله. إن الطاقة المستجدة ووجود تنوع في مصادرها هاجس يردده ويهتم به صانعو القرار الاستراتيجي سواءً كان في الدول المتقدمة أو النامية. ومن أجل ذلك عقدت المؤتمرات والندوات على أعلى مستوى، وكذلك اهتم العلماء والمختصون في الطاقة ومن يدور في فلكهم بهذا الجانب سواءً كان عالمياً أو إقليمياً أو محلياً. وعلى الرغم من كون المملكة تعتبر من أهم مصادر الطاقة التي تعتمد على النفط في مدخلاتها للطاقة وتصديرها رمت كثيراً في الأفق البعيد لكي تنوع في مصادرها، وبالتالي أنشأت مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة الجديرة بالإشادة. إن المملكة لو ركنت إلى مخزونها النفطي فقط لوصل بنا الحال إلى أن نجد أنفسنا بالكاد نستهلك كل ما ننتجه من هذه المصادر لتوليد طاقة نستخدمها محلياً، لذا فالترشيد العملي الواقعي وإيجاد بدائل لمصادر الطاقة هما أكبر التحديات التي يجب أن يضطلع بها صانعو القرار المهتمون بإشعال مصابيح هذه المملكة المترامية الأطراف، التي في عرف الجغرافيا تكاد تكون قارة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي