مُتَوْتِرُون ،، مُتَوَتِّرُون

منذ ظهور موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وانتشار استخدامه بين كافة الشرائح الاجتماعية،وهو يشكل جزئية من يوميات أحدنا،لدرجة أنه لا يكاد يمر يوم لمنتسبيه دون المشاركة و التعليق أو المتابعة على الأقل.

وما يلفت النظر، أنه ومن خلال تويتر بزغت لنا قضايا تمس الكثير من جوانب حياتنا الاجتماعية، وتكشفت الكثير من العقول واتجاهاتها، ودارت صراعات، بل حروب بين تيارات متعددة، وأُثير الكثير من شعارات التعصب في مختلف المجالات.

أعمدة المقال في الإعلام أصبحت تستمد مواضيعها وموادها من تغريدات مغردي تويتر، بل أن بعض القنوات المرئية بَنَت بعض مواضيعها و برامجها على تغريده أُطلقت من حساب أحدهم، كتغريده مُنتقد البهو التي تكاد أن تصل للمحاكم الشرعية. ساد التَوَتُّر الساحة التويترية لأن التواصل أصبح مباشرا بين الجميع، واختلاف المستوى الفكري والثقافي والنضج العقلي وافتقاد ثقافة الحوار والإختلاف، هو ما زاد من حِدة التَوَتُّر وازدياد الصِدامات.

وقد يكون المشاهير من المغردين هم الأكثر معاناة من التَوَتر، فحين يعبر احدهم عن رؤية شخصية في أمرٍ ما، تُشن عليه حرب ضروس من معارضيه وجماهيره المخالفين له، لدرجة أن يُسب ويشتم في شخصه ووالديه وعرضه وربما يتم تكفيره وتخوينه.

أيضا لا نغض الطرف عن بعض مشاهير المغردين الذين يستفزون العامة ببعض التعليقات التي ربما يهدفون منها إثارة أمر ما. وأن بعضهم لا يستطيع تحمل جماهيره من المتابعين حين يرد عليهم بسخرية وتهكم. فكلنا يعرف أن للشهرة ضريبة وعلى المشهور تسديد هذه الضريبة من خلال تحمل ما يوجه له من الجماهير.

الساحة التويترية وإن كانت تحمل الكثير من الإيجاب، كسرعة تناقل الخبر، وتحصيل ما قد يُغفل من حقوق من خلال الإثارة الإعلامية، وكشف بعض أعمال المفسدين والمقصرين، ونشر جهود الجمعيات الإجتماعية والترويج لأنشطتها...الخ، إلا أن السلبيات بكل أسف هي ما يطغى، بدليل أن كل قضية تحدث تكشف لنا عقليات أنانية لا تريد غير نفسها خصماً وقاضياً.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي