سحر "الجديد" أم قوته؟
تبرز يوماً بعد يوم قدرة الإعلام الجديد على جذب مزيد من المتابعين، مما يعكس مدى هيمنة الشبكات الاجتماعية على المشهد الاتصالي في خريطة الشباب على وجه الخصوص، إذ تمثل في الوقت الحاضر أهم الحوافز والدوافع لاستخدام الإنترنت وخصوصاً بين جيل الشباب، ففي دراسة تمت على 200 طالب وطالبة من الجامعات في الرياض ضمن عينة عشوائية أشار 45 في المائة منهم إلى استخدامهم الشبكات الاجتماعية من ساعة إلى ثلاث ساعات يومياً، بينما أشار 24 في المائة إلى استخدامهم لها لأكثر من ثلاث ساعات يومياً بينما لم يتجاوز عدد غير المستخدمين نسبة 4 في المائة.
هذه الأرقام السريعة تؤكد الانتشار العريض لوسائل الإعلام الجديد بين الشباب ومدى توغله في نشاطاتهم اليومية، وهو ما يدفع المتابع للتساؤل: ما الذي يزيد الإقبال على وسائل الإعلام الجديد .. هل هو سحر الجدة والحداثة كما هي عادة الشباب في الولع بكل جديد، أم ''قوة'' وقدرة الإعلام الجديد؟
فبرغم الكثير من الأحاديث حول الإعلام الجديد إلا أنه تندر الدراسات الموضوعية التي تشير إلى سر التفوق في هذا الإعلام؛ والأمر - في تصوري - ليس في الآلية التي يبث من خلالها هذا الإعلام سواء في فيسبوك أو تويتر أو يوتيوب فقط، إنما في ''مضمونه'' الذي يتجاوز القالب التقليدي، وهذا ما يجعل الإعلام التقليدي/القديم في بعض أشكاله يحافظ على كثير من جمهوره، بينما يخسر بعض الإعلام الجديد كثيرا من جمهوره!
فالجدة تفنى وتتقادم، وسحر الحداثة ينطفئ تدريجياً، ولولا سحر المضمون (البديل) الذي يقدمه الإعلام الجديد من كونه تعبيراً حقيقياً عن المواطن وهمومه وتطلعاته لما كان للشبكات الاجتماعية أن تنمو بهذا المعدل ولا أن تصمد، ففي متابعة للشبكات الاجتماعية في السعودية نلاحظ تنامي عدد المستخدمين وتنامي عدد الناشطين فيها كما هو الأمر عبر قنوات اليوتيوب مثلاً التي تُشغل من قبل مجموعة من الشباب الهاوي، الذي يطرح كل فترة مجموعة من الفيديوهات الساخرة أو التعليمية أو الناقدة، وتجد إقبالاً جماهيرياً ضخماً من قبل المتابعين بل تجد رعاية مادية من قبل كبريات شركات الاتصالات وغيرها. هذا الحراك الاجتماعي في الشبكات الاجتماعية يجعل منها موردا هائلاً لتوجيه الرأي العام والتعبئة الاجتماعية، وقد أثبتت نجاحها في أكثر من موقف وتمت قيادة كثير من الفرق التطوعية من خلالها، وهو ما يزيد من الحاجة لدراسة ومتابعة الخريطة الاتصالية - الحديثة - للشباب السعودي .. ما الذي يلهب حماسه؟ ما الذي يثيره؟ وماذا يحتاج؟ وللحديث صلة.