التعليم الأهلي.. من لـ «شبّيحته»؟
يستجير أب بضعيف مثلي، ويقول:
''اعتدى وكيل مدرسة أهلية على ابني، طالب بالصف الأول الثانوي، بوحشية لا تجدها إلا في حاقد، ولا تصدر إلا عن ناقم''! هنا، سأختصر لكم القصة، واحكموا في الردع المستحق:
يقول: تعرض ابني لأسوأ أنواع الإهانة اللفظية والجسدية على يد تربوي يشغل وظيفة وكيل مدرسة، وهو من أشقائنا الوافدين، ولم يستجب لحاجة ابني للذهاب إلى دورة المياه ومكابدته آلاما مبرحة في البطن ناتجة عن تقلب الأجواء وموجات الغبار المتكررة على الرياض. ولما اتصلت والدته بهذا الوكيل معبرة عن حاجته للعودة للمنزل قبل تلقيه العلاج، رفض أن يخرجه إلا بزيارة والده للمدرسة وتوقيعه على ''أوراق'' استئذان. استمر الطالب في معاناته من آلامه المبرحة في البطن بسبب الليونة التي تمزق أحشائه، وفكر في اللجوء لدورة المياه بالمدرسة لحين استجابة الوكيل لاتصالات والدته، وفوجئ الطالب بأن الباب الرئيس لجميع دورات المياه مغلق بالمفاتيح.. وأن المفتاح بحوزة هذا الوكيل! فعاد إليه واستجداه مرة أخرى أن يخرجه، ملمحاً إلى حاجته الماسة للذهاب للمنزل وأن والدته اتصلت به شخصياً.. وهذا ''أظنه'' يكفي! استاء الوكيل كثيراً من إلحاح الطالب، وقام من مكتبه، واستل عصا غليظة وبدأ ينهال بها على رأس الطالب، ولم يتوقف عند هذا الحد، بل امتدت يده إلى ثوب الطالب لتنثر أزراره، وكال باليد ما كال بالعصا.. حتى أنه لم يتوان عن ترديد أقذع الشتائم وأرخص أنواع السباب، في حق الطالب ووالديه!
الأب يتساءل اليوم ويقول: من سيرد لابني اعتباره؟ ومن سيرفع عنه ما لحق به من جسامة الضرر النفسي والجسدي والمعنوي؟
تفاعلت كثيراً مع شكوى هذا الأب، واستشعرت مرارا ما عانى عندما هرع للمدرسة بعد اتصال المدير، تربوي سعودي فاضل أكد أنه انتزع الطالب نزعاً من بين يدي الوكيل، وذهوله لرؤية ابنه في تلك الحال! ولكن كاتب هذه السطور لم يملك أي إجابة تجاه كل ما سأل الأب عنه لاحقاً! كان يطارد ضعفي بأسئلة مثل: أين أشتكي؟ لمن ألجأ؟ هل تعرف مسؤولاً في التعليم؟ هل تسجل الشرطة مثل هذه البلاغات؟ ابني شاب في المرحلة الثانوية يا عبد الله.. فكيف نؤكد له أننا نعرف حقوقنا، ونعرف كيف ننصف أنفسنا؟
جلست لساعات أفكر في كل ما تساءل عنه هذا الأب المفجوع! وعدت لما كتبت قبل سنوات، فوجدت أننا طالبنا بسعودة إلزامية لجميع الوظائف الإدارية في المدارس الأهلية، لكن لم يحدث شيء! وطالبنا برقابة صارمة على أهلية غير السعوديين من الناحيتين التربوية والأكاديمية.. لكن للأسف! لم يستجب أحد! وحتى أننا طالبنا بفتح قنوات تيسر وصول الشكوى للجهة المعنية.. لكن دون جدوى!
هذا الأب، وابنه، لن ينصفهما سوى تدخل إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض، والإدارة المعنية بالتعليم الأهلي في الوزارة. لكن ماذا عن المستقبل؟ من سيسوق لنا بشرى أن مناداتنا، على مدى سنوات، بتطبيق الرقابة أولاً، السعودة الصارمة للوظائف الإدارية ثانياً، وفتح قنوات معلنة للشكوى الفورية إلكترونيا على بوابة الوزارة أو إدارة التربية والتعليم في كل منطقة من مناطق المملكة، هذا ثالثاً!
الجواب حتماً لدى القائمين على التعليم الأهلي في المملكة!