بكر بصفر .. هدوء بتميز
الحياة محطات من التعلم والعمل والإنجاز والإحباط والقيام والسقوط، تتعلم في محطاتها الكثير من القيم وتلتفت لبعض محطاتها لمزيد من التعلم والاستفادة، وفي محطات الحياة تمر بأشخاص يكون لهم أثر بالغ في نفسك، يتركون في محطة لقائهم الكثير من الذكريات الجميلة، لكن بعضهم مع تركك محطة لقائه يبقى معك كقدوة تتعلم منها الكثير والكثير، ومن هؤلاء الرجال المتميزين سعادة الأستاذ بكر بن إبراهيم بصفر مدير عام التربية والتعليم في منطقة مكة المكرمة.
الأستاذ بكر بصفر قيادي من الرعيل الأول بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، رجل يأسرك من أول لقاء ويفرض احترامه وهيبته ومحبته في القلب والعقل من دون استئذان، ويتربع بكل هذه القيم في وجدان الشخص المتعامل معه، وهو من الرجال القلائل الذين يملكون هذه الملكة والهبة الربانية العظيمة.
لقد رأيت فيه الرجل المعتز بدينه ووطنه والحريص على خدمة مسؤوليته والمتابع لكل صغيرة وكبيرة في عمله على حساب صحته وأسرته الصغيرة لمصلحة وحساب أسرته الكبيرة إدارة التعليم بكل ما فيها من طلاب وطالبات ومدرسين ومدرسات وإداريين وإداريات، حتى المباني والكراسي لم تفقد حرصه ومتابعته لأمورها، وهو الذي يحمل ملف تغيير كل مدرسة مستأجرة بمبنى حكومي مميز.
بكر بصفر رجل يملك وقار رجل الدين في عظمة رجل التعليم، وهو من أبحر في كل مدارس الحياة للتعلم من أجل خدمة العلم، وتواصل مع كل الأفكار من أجل تعزيز فكرة البناء التعليمي المؤسسي السليم والمستدام، ويطرح كل ذلك بهدوء الشيخ وحماس الشباب من أجل خدمة رسالته التعليمية التي حُمل إياها خدمة لأبناء وبنات منطقة مكة المكرمة.
لقد سخر هذا المكان الوظيفي المرموق والمرهق لجعل التعليم والمعلم والطالب صديقا للجميع وحاضراً في كل المناسبات الدولية والوطنية والمحلية، بحيث جعل من دور المعلم والطالب دورا أساسيا في حياة المجتمع، ليس داخل المدرسة فقط، لكن في كل مناحي الحياة وفي كل الأوقات والأماكن، بحيث ترى الأثر التعليمي التربوي موجودا في كل أركان وأزقة وحواري مكة المكرمة خدمة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار ورعاية واحتضان أهل مكة من كبار السن والأرامل والعجزة والأيتام. هذه الثقافة التعليمية التربوية التي يحتاج إليها كل مجتمع تأكيداً وتصديقاً لقول المصطفى - عليه الصلاة والسلام: ''مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى''.
لقد عزز الأستاذ والصديق العزيز بكر إبراهيم بصفر ثقافة الأسرة الكبيرة من خلال تعزيز دور المدرسة في العلاقات المجتمعية داخل الحي وجعل المدرسة كمبنى أصم إلى مبنى حي في التواصل بين سكان الحي وخلق العلاقات المجتمعية الراقية والمعروفة بالتوجيه النبوي الكريم بقوله ''ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه''، وقوله - عليه الصلاة والسلام: ''والله لا يؤمن أحدكم حتى يأمن جاره بوائقه''.
إن وضع هذه التوجيهات الكريمة جزءا من رسالة وعمل الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة مكة المكرمة والمشاركة في كل المناشط الاجتماعية التي تعزز هذا العمل الإنساني الإسلامي الراقي، ومن ذلك العمل جنبا إلى جنب مع جمعية مراكز الأحياء ومشروع تعظيم البلد الحرام، ومشروع مكة بلا جريمة وغيرها من مشروعات بناء الإنسان والاهتمام به وهي مشروعات فكرية تنموية إنسانية تعزز القيم الإسلامية وتؤصل للعمل المجتمعي المتكامل المنطلق من الرؤية التنموية لمنطقة مكة المكرمة التي أعلنها أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل من قاعة الملك عبد العزيز التاريخية في جامعة أم القرى وحضرها أكثر من 15 ألف مواطن ومواطنة، الرؤية التي أكد فيها أهمية تحقيق التكامل بين بناء الإنسان وتنمية المكان.
إن تكريم الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة للأخ الأستاذ الفاضل بكر بن إبراهيم بصفر خلال جلسة مجلس المنطقة تكريم يحمل الكثير من القيم والرسائل الإنسانية العالية التي يقول من خلالها الأمير إن عمل هذا الرجل وجهده وعطاءه بكل هدوء الذي كان عليه معروف ومقدر من سموه وهو الأمير الذي يحرص على متابعة وتفقد كل التفاصيل، وهو الأمير الحذر والحريص على كل فعل وتصرف وكلمة يفعلها أو يقولها، وتكريم الأٍستاذ الفاضل بكر بهذه الطريقة غير التقليدية وبهذا الأٍسلوب السامي من رجل في فكر ومقام وذكاء الأمير خالد الفيصل يحمل كل الدلائل على عظمة وحسن أداء الأستاذ بصفر.
معرفتي وعلاقتي ورحلة العمل مع الأخ والزميل العزيز بصفر تعد رحلة قصيرة بعمر وعدد الأيام والسنين، لكنها بعمق وعراقة التاريخ في جانبها الإنساني والعملي والتعلم من خلقه وعمله الكريم الهادئ. ولهذا سأبقى دائما أتعلم وأتعلم مما تعلمت منه خلال رحلة العلاقة العملية الرسمية وسأحاول - بإذن الله سبحانه وتعالى - أن أحرص على مزيد من التعلم من خلال المزيد من التواصل مع هذا الرجل السعودي الوطني المسلم.
وفقه الله وسدد خطاه وجعله من خير خلقه في عباده ثم لخدمة عباده وآمل ألا تحسبها هيئة مكافحة الفساد نوعا من الفساد بالشكر والثناء لمن يستحقه.
بارك الله في الجهود التي تعمل من أجل وطن سعودي الانتماء، عربي اللسان، إسلامي المعتقد وعالمي الطموح.
وقفة تأمل
''علامة العقل المتعلم هي قدرته على تداول الفكرة دون أن يقبلها''.