الملك فيصل يعاتب أبا الخيل وينقل عمله من بيروت إلى جدة
يتذكر عبد الرحمن بن عبد الله المنصور أبا الخيل، ثالث وزير للعمل والشؤون الاجتماعية والسفير الأسبق في مصر أيام حكم أنور السادات، أنهم كانوا يُذاكرون دروسهم عصرا على قمة جبل هندي، وما إن تغرب الشمس حتى ينسلوا تباعا إلى أروقة المسجد الحرام، وبعد صلاة المغرب يواصلون مراجعة دروسهم واستذكارها، ولا تزال ذاكرته تحتفظ بصور شتى من الفترة التي قضاها طالبا في مصر، وكان لأمين الخولي تأثير كبير في عبد الرحمن أبا الخيل، وعندما يذهب هو وزميله ناصر المنقور إلى الخولي في بيته في مصر الجديدة، كان ''الخولي'' يخاطب الواحد منهما بقوله: يا حجازي! في بيروت عاتبه الملك فيصل بن عبد العزيز (الأمير آنذاك) على تفضيله العمل في الخارج، وما إن عاد الأمير فيصل إلى مكتبه حتى صدر قرار بنقل أبا الخيل إلى ديوان وزارة الخارجية في جدة. غدا الإثنين تكرم محافظة عنيزة عبد الرحمن أبا الخيل تقديرا لجهوده التي بذلها لأكثر من نصف قرن، في التعليم والإدارة والوزارة والسفارة، وبالتزامن مع هذه المناسبة تنشر ''الاقتصادية''، اليوم وغدا، ملامح ومحطات من سيرة عبد الرحمن أبا الخيل.
#2#
المولد والنشأة
قبل قرون عدة، وفي ظل أوضاع اقتصادية صعبة، حطّ عدد من الأُسر النجدية في جنوب العراق، واتخذت من مدنه محطّات توقف وانطلاق. هناك من اكتفى منهم بالبصرة وبغداد وهناك من انطلق شرقاً يسوح ويجوب في الهند وبلاد السند! ولا تذكر الأُسر النجدية التي ألقت الرحال في جنوب العراق إلا وتذكر في الطليعة أُسرة (آل أبا الخيل). هذه الأُسرة العريقة المتجذرة في القصيم ومدنه، خاصةً مدينة بريدة، التي شاخوا فيها ودانت لهم زعامتها وإمارتها في فترة زمنية مفصلية في التاريخ السعودي الحديث، وكذلك مدينة عنيزة، التي كان للأُسرة فيها حضور فاعل على مدى عقود.
كان عبد الله المنصور أبا الخيل - أحد أبناء عنيزة - من التجار الأثرياء الذين واصلوا سير الآباء والأجداد ومسيرهم في الدرب التجاري الطويل ما بين عنيزة والبصرة، لذلك كان كغيره من التجار ممن يكون له أكثر من زوجة، زوجة في مسقط الرأس وأخرى في مدينة التجارة. ومن زوجته حصة عبد الله البسام التي كانت مقيمة في عنيزة رُزق بمولوده ''عبد الرحمن'' عام 1345هـ، (1925م)، الذي نشأ في منزل خؤولته آل البسام ودرس في كتاتيب عنيزة ثم مدرستها الأولى التي تم إنشاؤها عام 1937، قبل أن يُعلن عن عزمه ورغبته في السفر الطويل نحو البصرة، حيث والده. وهناك قرر والده إلحاقه بمدرسة ''النجاة'' في الزبير، فدرس على أيدي معلميها، وتخرج فيها ثم عاد إلى مسقط رأسه عنيزة ليمارس مهنة التعليم مع مَنْ علّمه فيها الحرف الأول قبل سنوات معدودات، وهو المعلّم الرائد صالح بن صالح.
إلى مكة المكرمة
كانت الطلائع النجدية المتعلمة حينذاك، ممن يتوافر منهم على همة وطموح، ترنو إلى المعهد السعودي في مكة المكرمة وإلى مدرسة تحضير البعثات ويحدوهم الأمل من أجل اللحاق بهاتين المَعْلَمتين، اللتين كانتا أساساً وركناً ركيناً في تأهيل وتعليم رجالات، صاروا هم القادة والمسوؤلين عبر مسيرة طويلة من مسيرات العمل التنموي والإداري الذي شهدته المملكة طيلة العقود الثمانية الماضية، لذلك ليس غريباً على عبد الرحمن أبا الخيل أن يُقرّر مرةً ثانية السفر والترحال شطر البيت الحرام، ليلتحق بالمعهد السعودي طالباً مجتهداً بحضرة معلمين أكفاء على رأسهم مدير المعهد السيد أحمد العربي، ومن بينهم محمد شطا وحسين فطاني، وغيرهم.
وقد روى لي - حينما التقيته في منزله في حي الخالدية في مدينة جدة يوم الخميس الثاني من كانون الأول (ديسمبر) 2010، ضمن مشروع كتابة سيرة زميله ورفيق دربه وعديله الشيخ ناصر المنقور - كيف كان تأثير البيئة الحجازية عليه وعلى زملائه الطلبة النجديين، وكيف كانوا يقضون وقتهم في مسامرات أدبية وثقافية، خاصة الندوة الثقافية الأدبية التي تقيمها اللجنة الثقافية المنتخبة في المعهد مساء كل خميس، التي كان ناصر المنقور يعمل سكرتيراً لها ويساعده محمد فدا. وكيف كانوا يرتادون مكتبة الثقافة في باب السلام لصاحبيها صالح وأحمد جمال من أجل القراءة والاطلاع على أحدث المجلات القادمة من مصر.
يذكر عبد الرحمن أبا الخيل أنهم كانوا يُذاكرون دروسهم عصراً على قمة جبل هندي، وما إن تغرب الشمس حتى ينسلوا تباعاً إلى أروقة المسجد الحرام، وبعد صلاة المغرب يواصلون مراجعتهم لدروسهم واستذكارها في الحرم الشريف نظراً لوجود ''أتاريك'' الإنارة! وكان رجال الحسبة كثيراً ما يطردونهم من المسجد الحرام إذا ما شاهدوهم يقرأون مادة اللغة الإنجليزية، إذ يتساءلون كيف تجيزون لأنفسكم الدخول بهذه الكتب إلى أروقة المسجد الحرام؟!
كان الطالب عبد الرحمن أبا الخيل أثناء دراسته في المعهد يسكن في غرفة تتسع لعدد كبير من الأشخاص! وكان يشاطره السكن فيها ناصر المنقور وعبد الرحمن المنصور وطه قرملي وأحمد زكي يماني وعبد الله حبابي!
في عام 1367هـ، تخرج عبد الرحمن أبا الخيل في المعهد السعودي متأهلاً للدراسة في خارج المملكة، وهو الطموح الذي كان يتمناه ويرجوه، منذ أن غادر مدينته عنيزة، وقد تخرج معه عدد من زملائه من أبرزهم: إبراهيم الحجي، وحسن شاذلي، وأحمد الخيال، وسعيد بوقري، وناصر المنقور، وعبد العزيز فلمبان، ومحمد الفريح، وناصر بوحيمد، وعبد الله بوقس، وعبد الرحمن المنصور، وآخرون.
إلى آداب القاهرة
بعد أيام من الترقّب، وجد عبد الرحمن أبا الخيل نفسه مع عدد من زملاء الدرب في مواجهة مع البحر، في تجربة فريدة يخوض غمارها لأول مرة، حينما غادرت باخرة ''تالودي'' ميناء جدة إلى ميناء السويس، تحمل الشباب الطموح، الذين يحدوهم الأمل متطلعين بشوق غامر إلى لقاء القاهرة وعناقها، بعد أن سمعوا عنها من زملاء سابقين وبعد أن غرفوا من بحر آدابها وفنونها مما كانوا يقرأونه من مجلات تصل إليهم في مكة المكرمة من زملاء سبقوهم إليها بإحسان!
بعد أيام من التعب والتأقلم مع دوار البحر، رست الباخرة في مينائها المصري، وأُخذ الشباب السعودي إلى القاهرة، حيث مقر البعثة التعليمية، ليتم عمل الإجراءات اللازمة نحو القبول الجامعي والسكن في دار البعثة.
سكن أبا الخيل مع زميله يوسف الحميدان في بادئ الأمر، ثم مع عبد الرحمن الذكير، غير أن مشكلة واجهت أبا الخيل وغيره من الطلبة القادمين من مكة المكرمة، وهي مشكلة عدم إجادة اللغة الإنجليزية إجادةً تامة، ولن يكون هناك قبول إلا بعد اجتياز اختبار اللغة الإنجليزية، لذلك قرر أبا الخيل وزميله ناصر المنقور أن يُمضيا شهور الصيف في تعلّم اللغة الإنجليزية رغم صعوبة الحصول على الدروس الخصوصية في ذلك الزمن وصرامة المجتمع تجاهها - كما يقول أبا الخيل - لكنهما استطاعا الحصول على مدرس خصوصي قدم لهما الدروس في منزله.
بعد اجتيازه امتحان اللغة الإنجليزية انتظم عبد الرحمن أبا الخيل طالباً في كلية الآداب في جامعة فؤاد في تخصص ''لغة عربية ولغات شرقية'' وقد اختار تعلّم اللغتين الفارسية والعبرية ضمن اللغات الشرقية.
وكانت كلية الآداب حينذاك منارة من منارات التنوير في الوطن العربي، وكانت محط آمال وتطلعات الشباب والفتيات في ذلك الوقت، وكان الشاب السعودي الذي لا ينوي مواصلة دراسته الجامعية في مجال الطب أو العلوم أو القانون، فإن طموحه الالتحاق بكلية الآداب، غير أن بعضاً منهم يرغمون على دخول كلية دار العلوم! ومنهم من يدرس سنة أو سنتين في دار العلوم ثم يحوّل إلى كلية الآداب، المُشرقة بوجوه فتيات مضيئات، إذ كانت هي الكلية الوحيدة حينذاك التي تسمح بالدراسة المختلطة بين الجنسين، لذلك ليس غريباً أن يحرص الشاب على الالتحاق بهذه الكلية.
أيضاً مما يرغّب الشاب السعودي المؤهل ثقافياً في الالتحاق بكلية الآداب وجود أسماء ثقافية وأدبية كبيرة ولامعة وساحرة على مستوى الوطن العربي، فكان البعض يتطلع إلى الدراسة على أيدي هؤلاء الأساتذة الكبار.
يقول ناصر المنقور عن تلك الفترة وعن تلك الأسماء اللامعة: (كنتُ أُخطط للالتحاق بدار العلوم، فقد كان يُدرس لنا المرحلة الثانوية في مكة المكرمة الرعيل الأول من المبتعثين السعوديين، الذين تخرجوا في كلية دار العلوم.
وفي القاهرة أغراني وأنا أتابع أوراقي وجود أسماء لامعة يدرسون في قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة فؤاد، أمثال: الدكتور طه حسين، وأمين الخولي، ومصطفى السقا، وأحمد أمين، وأحمد الشايب، والدكتور يحيى الخشاب، والدكتورة سهير القلماوي، وعميد الكلية الدكتور عبد الوهاب عزام.
وهكذا أغرتني هذه الأسماء، ووجدتُ نفسي أدرس اللغة العربية، وقد شجعني ما كنتُ ألقاه من هؤلاء الأساتذة العمالقة).
#3#
دونما شك، فإن عبد الرحمن أبا الخيل تأثر كثيراً بهذه الأسماء اللامعة، وكان أمين الخولي صاحب التأثير الأكبر، وقد انضم عبد الرحمن أبا الخيل وزميله ناصر المنقور إلى جماعة ''الأمناء'' (نسبةً إلى أمين الخولي)، وكان وزميله المنقور يذهبان إلى أمين الخولي عصراً في بيته في مصر الجديدة، وكان يخاطب الواحد منهما بقوله: يا حجازي!
وإذا كانت علاقة عبد الرحمن أبا الخيل بأستاذه أمين الخولي قد انقطعت بعد التخرج والانخراط في العمل الوظيفي، فإن ناصر المنقور ظل على علاقة بأستاذه الخولي، بحكم العمل الوظيفي الذي تبوأه المنقور لاحقاً في قطاع التعليم ثم في جامعة الملك سعود.
ولا تزال ذاكرة عبد الرحمن أبا الخيل تحتفظ بصور شتى من تلك الفترة التي قضاها في مصر، فيتذكر أنهم كانوا يتناولون العشاء ليلة الجمعة خارج السكن، وما زال يتذكر تفاصيل حفل التكريم الذي أُقيم في القناطر الخيرية للأمير عبد الله الفيصل، الذي زار القاهرة حينذاك، ويتذكر ذهابه مع أصدقائه إلى قهوة الفيشاوي في حي الحسين.
ولا يزال يتذكر بعضاً من المواقف والطرائف و''المقالب'' التي حدثت في دار البعثة وخارجها، والتي كان يقف وراءها زميله عبد العزيز الخويطر، مما وثّقه الخويطر ودوّنه في مذكراته ''وسم على أديم الزمن''.
بعد سنوات من الجد والاجتهاد تخرّج عبد الرحمن أبا الخيل في كلية الآداب في جامعة فؤاد، وبينما هو وزملاؤه يؤدون الامتحانات النهائية فوجئوا بما فوجئت به القاهرة ومصر جميعها، بحركة انقلاب قادها مجموعة من الضباط، الذين أطلقوا على أنفسهم ''الضباط الأحرار'' الذين وَصَفوا ما قاموا به لاحقاً بـ ''الثورة'' على الملكية.
يتذكر عبد الرحمن أبا الخيل أن الناس في القاهرة كانوا متوقعين حدوث هذا الانقلاب أو الثورة، إذ هم متبرمون ومتضايقون وكانوا - كطلاب سعوديين - يسمعون السباب والشتم للملك فاروق. وعن موقفهم مما حدث، يذكر أنهم فرحوا مع الآخرين بما حدث.
في عام 1952 طوى أبا الخيل صفحة من صفحات علاقته بالقاهرة، ولكن لم تكن الصفحة الأخيرة، إذ ستظل القاهرة حاضرةً في فكره ووجدانه وسيعود إليها كثيراً، خاصةً أنه حينما غادرها كانت برفقته زوجته صفية عبد السميع، التي كانت زميلة له في قسم اللغة الإنجليزية، وكان والدها عبد السميع عبد الوهاب، من رجال التربية والتعليم ومدير إحدى مدارس المنصورة، وسيلحق ناصر المنقور بصديقه ليطير بعد سنوات من تخرجه ليتزوج أختها سوسن عبد السميع، التي كانت حينذاك طالبة في المرحلة المتوسطة.
وبينما كنتُ أبحث في أرشيف مجلة ''اليمامة'' وجدتُ صفية عبد السميع مشاركة في العدد الصادر في أكتوبر 1954، والمشاركة عبارة عن ترجمة لقصة بعنوان (الزوجة) ترجمتها من اللغة الإنجليزية وهي للكاتب واشنجتون ارفنج! وبذلك فهي أول قلم نسائي يُشارك في مجلة ''اليمامة'' ومن أوائل الأقلام النسائية التي شاركت في الصحافة السعودية باسمها الصريح.
في المجتمع المخملي
بعد أن عاد عبد الرحمن أبا الخيل من القاهرة توجّه فوراً إلى مقر وزارة الخارجية الواقع على طريق المطار القديم في مدينة جدة.
وقد كان كغيره من خريجي الدراسات الأدبية يفضلون العمل في وزارة الخارجية لأسباب عدة، منها وَهَج العمل الدبلوماسي والمكانة الاجتماعية لموظفي الوزارة ووجود نظام للترقية واضح، إضافةً إلى وجود موظفين وكفاءات على مستوى عالٍ من التأهيل في ديوان الوزارة، حتى أن موظفي وزارة الخارجية كان يُطلق عليهم ''المجتمع المخملي حينذاك! غير أن من الأسباب المهمة التي تدفع بالشباب للعمل في وزارة الخارجية، رغبة الكثيرين منهم في العمل خارج المملكة، خاصةً ممن درسوا وتلقوا تعليماً خارجها.
هذه القضية - قضية رغبة الشباب للعمل في الخارجية دون سواها - ظلت طيلة عقد الخمسينيات، حتى أن عبد الله الطريقي شكا في عام 1958 وهو مدير عام لشؤون الزيت والمعادن من ذلك، وبيّن حينما وُوجه بعدم الاهتمام بتوظيف السعوديين في إدارته أن السعوديين المؤهلين الذين تلقوا تعليمهم خارج الوطن يرغبون في العمل فقط في وزارة الخارجية! يقول ناصر المنقور: (كان العمل الدبلوماسي يجتذب الشباب وكنتُ أحدهم، كنتُ أحلم بهذا السلك أو ذاك ''المجتمع المخملي'' كما كنا نسميه في ذلك الوقت).
انتظم عبد الرحمن أبا الخيل في وزارة الخارجية موظفاً، وكان المبنى يعجُ بالشباب السعودي الذي تلقى تعليماً عالياً في القاهرة أو بيروت، من أمثال: عمر السقاف، طاهر رضوان، محمد المرشد الزغيبي، جميل الحجيلان، عبد العزيز داغستاني، وحمزة مرزوقي، إضافةً إلى صديقه ناصر المنقور، قبل أن ينتقل للعمل معتمداً للمعارف في نجد.
بعد سنوات محدودة التحق عبد الرحمن أبا الخيل بالعمل في السفارة السعودية في القاهرة مُلحقاً سياسياً، وكان السفير حينذاك إبراهيم السليمان بن عقيل، الذي كان رئيساً لديوان النيابة العامة (ديوان ولي العهد الأمير فيصل بن عبد العزيز).
ومن القاهرة إلى بيروت واصل أبا الخيل عمله الدبلوماسي في السفارة السعودية في بيروت، وكان مسروراً في عمله متفانياً في أدائه مؤملاً مواصلة العمل في هذا المجال، غير أنّ رياحه لم تأتِ على ما يشتهي، إذ زار الأمير فيصل بن عبد العزيز، ولي العهد ووزير الخارجية «الملك لاحقا»، بيروت وكان عبد الرحمن أبا الخيل مرافقاً له في رحلته التي استغرقت عدة أيام، وحينما همّ الأمير فيصل بن عبد العزيز بمغادرة بيروت قال لعبد الرحمن مع شيء من العتب: (أنتم تتخرجون وتفضلون العمل في الخارج ولا تحبون الخدمة داخل وطنكم)، فردّ عليه أبا الخيل بأنه في خدمة وطنه في أي وقت وحيثما كان المكان، لذلك فما إن عاد الأمير فيصل إلى مكتبه حتى صدر قرار بنقل عبد الرحمن أبا الخيل للعمل في ديوان وزارة الخارجية في جدة.
غدا حلقة ثانية وأخيرة.