وزارة المالية في الطيران والموانئ
تميز عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ سلمه الله ـــ بمبادرات إصلاحية كبرى، من أهمها إنشاء جهاز حكومي مستقل باسم (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد). وعرف عن خادم الحرمين أنه أول قائد دولة في التاريخ يتابع المشاريع الحيوية الكبرى على الهواء مباشرة من مسكنه الخاص وفي وقته الخاص، ما يدل على ما يحمله قلب هذا القائد المخلص تجاه تحقيق مشاريع التنمية إلى واقع على الأرض وفي أسرع وقت ممكن. كما تميز عهده الميمون بإعادة هيكلة مؤسسات الدولة لزيادة فاعليتها الإدارية وزيادة قدرتها لتقديم خدمات ذات جدوى عالية للمواطن. وكان من أهم الأوامر الملكية الكريمة إعادة هيكلة ما كان يعرف سابقا بوزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة، حيث تم فصل قطاعات الطيران المدني عنها لتأخذ موقعا أكثر واقعية في منظومة مؤسسات الدولة ولتتمتع بمرونة تتناسب مع متطلبات صناعة الطيران العالمية. في السنوات الأخيرة، قامت وزارة المالية بتنفيذ مشاريع متعددة لقطاعات حكومية مختلفة دون التنسيق مع تلك القطاعات في تحول غريب لمهام وزارة المالية وصلاحياتها. من المعروف أن المشاريع الكبرى تبدأ من الجهات الحكومية ذات الاختصاص، لأنها الأدرى بحاجة قطاعاتها ولديها إدارات متخصصة للتخطيط تضع بدورها المواصفات الفنية لمشاريعها المستقبلية. كما أن وزارة المالية وبسبب عدم تطوير إجراءاتها التقليدية القديمة أعاقت تنمية قطاعات حيوية في المملكة كقطاع الموانئ، ما جعلنا ــــ ونحن الدولة الأكبر جغرافيا واقتصاديا في المنطقة ــــ نعتمد على موانئ دول مجاورة في الاستيراد والتصدير. وزارة المالية قامت بشراء طائرات مدنية كثيرة لحسابها الخاص كما قامت بإنشاء حظائر طائرات كبيرة في كل من مطار الملك خالد الدولي في الرياض ومطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة في عقود كلفت مليارات الريالات. كل هذا يجري بينما تجاهد الخطوط السعودية في حل مديونتها من وزارة المالية كي تتأهل أمام الشركات القانونية والمحاسبية العالمية ضمن إجراءات متطلبات الخصخصة. أتمنى من إدارة العلاقات العامة في وزارة المالية أن تنفذ الشفافية التي دعا لها خادم الحرمين الشريفين وتكشف عن تلك المشاريع ولماذا قامت بمهام ليست منها؟