الطائر والدود

حلاوة ومتعة الحياة تكمن في مدى ما يتحقق لك من أماني وأحلام ورغبات وطموحات؛ طالما تمنيتها وحلمت بها ورغبت بها وطمحت بأن تتحقق يوما ما.

باختصار فإن المتعة والسعادة والسرور تكون في نجاحك بالوصول لما خططت إليه...
وبالتالي فإنه كي نسعد ونفرح وتقر أعيننا؛ لا بد لنا من بذل الجهد الكبير والهائل والجبار للوصول لمبتغانا. فالنجاح لا يأتي إلا عبر بوابة العمل بجهد وذكاء فلا توجد طرق مختصرة أبدا، ولا طرق مريحة إطلاقا.

وطًن نفسك وأخبرها بأن طريق النجاح وعر جدا. ولكنك ستشعر بحلاوة هذا الجهد تطفو على السطح عند كل عقبة تتجاوزها، وستصبح لديك ثقة هائلة بنفسك وسترى بأن مهاراتك الحياتية والمهنية – أيا كانت مهنتك – قد ازدادت بشكل متسارع وليس بشكل متدرج، فالبحَار الماهر لم تأت مهارته من الإبحار في البحار الهادئة.

ومما يلاحظ ويشاهد؛ أن الأمر الذي تقوم به بصعوبة وتحقق به وفيه نتائج باهرة يجلب لك السعادة أكثر من غيره ويكون احتفاؤك به أعظم!!

وخير مثال على ذلك لاعب كرة القدم؛ حين يسجل هدفا صعبا أو بمهارة نادرة تكون فرحته به أكثر من بقية الأهداف..

تيقن بأن كل الصعوبات التي تحملها لنا الحياة بين طياتها، تشكل لنا تحديات، وكل التحديات تمثل لنا نجاحات متعاقبة تدخل السرور والسلوان إلى قلوبنا.

دائما الفرح بعد الحزن أعظم أثرا، والنجاح عقب التعب أكثر لذة ومتعة. أم موسى عليه السلام، فرحت بوليدها حينما رده الله إليها أكثر من حزنها عليه حين ألقته باليم.

من أراد شيئا لم يغله المهر، وكلما علا سقف أمنياتك احتجت أن تقفز للأعلى أكثر دون أن تفقد الأمل بالوصول لما تريد.ألا ترى بأن (أديسون) في كل محاولةٍ لا ينير بها المصباح يزداد فرحا وإصرارا على تتمة المشوار لأنه يقصي من حساباته هذه المحاولات وهذه الطرق التي لم يضئ من خلالها المصباح؛ إلى أن يتوصل وبفرح غامر إلى الطريقة الصائبة التي تضئ المصباح.

طموح أديسون وإصراره هما ما يفتقده شاب اليوم، هذا الشاب يرغب أن تتحقق أمانيه وأحلامه دون بذل جهد!! فهو لا يعلم بأن ذلك عدا أنه مخالف للفطرة، فهو سيجعله لا يعيش حياته بشكل طبيعي، ولا يجعل لنفسه قيمة ،وبالتالي سيخسر مهاراته وثقته بنفسه وثقة الآخرين به.

(يحكى أن طائرا جميلا ذا صوت شجي، كان يغرد كل صباح فرحا بالصباح، وكان يطير بين الأشجار؛ يبحث عن الديدان ورأى فلاحا يحمل صندوقا صغيرا.
فسأله ما الذي تحمله وإلى أين أنت ذاهب. فأجابه : إنني ذاهب إلى السوق لأبيع هذا الدود وأشتري بثمنه ريشا.

فكر الطائر ثم قال: ما رأيك بأن أعطيك من ريشي مقابل بعض الديدان؟

فوافق الفلاح. وأصبح كل يوم يعطي بعضا من ريشه للفلاح حتى لا يضطر للبحث عن الدود. وبعد عدة أيام من هذه المقايضة والراحة التامة للطائر، وجد الطائر نفسه بلا ريش، فذهب إلى الفلاح يريد دودا ليأكله، فرفض الفلاح أن يعطيه بلا مقابل، ولم يستطع الطائر أن يطير بحثا عن الدود ؛ فمات جوعا في مكانه).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي