ناصر الطيار والمنعطف الأخير

أول مرة قابلت فيها الدكتور ناصر الطيار تعود لبداية التسعينيات عندما كانت وكالة الطيار عبارة عن (فتحة واحدة) في شارع التخصصي في مدينة الرياض. عندما دخلت تلك الوكالة الصغيرة رأيت ناصر يسيّر أعمال المراجعين واقفا في منتصف تلك المساحة الصغيرة، وقد تناصف أطرافها أربعة من العمالة الآسيوية منكبين على تلك الشاشات التقليدية. الشخصية الديناميكية والفطنة السريعة كانت أولى الصفات التي كونتها عنه في تلك المقابلة السريعة، ولم أره خلال 20 سنة لحقت إلا أربع مرات لا يتجاوز مجموع وقتها جميعا الساعة الواحدة. اليوم وقد أدرجت مجموعته الضخمة - بعد أن تعثرت في إدراجها الأول وكانت حديث الوسط الاقتصادي - التي بناها بجهده وعصاميته في سوق مالية لأكبر الدول العربية اقتصادا، يبدأ الفصل الأخير والأهم. فبعد طرحها للاكتتاب، أودع المستثمرون من عامة الشعب ما يقرب المليار و500 مليون ريال سعودي بنية زيادة قيمة أسهمهم في المستقبل وكذلك الحصول على أرباح دورية مجزية. يأتي طرح مجموعة الطيار في الوقت المناسب لأسباب متعددة، أهمها أن تكون لدينا شركة سفر وسياحة محوكمة وذات ملاءة مالية كبيرة تمسك بزمام تطوير صناعة متأخرة كثيرا في الاقتصاد السعودي، وتكون قادرة على تدوير داخلي لجزء مرض من حجم السياحة السعودية الخارجية الذي يقدر بـ30 مليار ريال سنويا. نحن في المملكة نمتلك مناطق ممتازة لمنتجعات السياحة الصيفية والشتوية، لكن هناك جمودا معروف الأسباب في تطوير صناعة السياحية في المملكة، ما أدى إلى هجرة صناعة السياحة سواء كزبائن أو مستثمرين. نذكر مثالين لأهم المرافق السياحية المتعثرة من فصيلة (عشر سنوات تأخير) هما مشروع مدينة العقير السياحية ومشروع مدينة فجر السياحية في أبها، والأخيرة مصيبتها كبرى لأنه تم أخذ أموال الناس ولم تعد إليهم حتى كتابة هذا المقال، وهنا تأتي أهمية الشركات المحوكمة. كما أن على مجموعة الطيار دينا حكوميا يتمثل في إعادة جزء من الدعم الكبير الذي حصلت عليه من مشاريع الدولة على هيئة وظائف للأجيال القادمة، خاصة أن مشاريع الدولة أيا كانت ماهيتها كان لها الدور الكبير لما وصلت إليه اليوم مجموعة الطيار للسفر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي