وتعاونوا على البر !!
يشير البعض للتعاون كوسيلة حتمية تؤدي إلى أفضل النتائج وتحقيق الأهداف، وتخفيف الأعباء عن كاهل الأفراد، وزيادة الألفة بين الناس. ولكن ما هو التعاون الذي يتحدث عنه معظم الناس؟
هل يقصدون أي شكل من أشكال العون الظاهري الذي يقدمه فرد لمجموعة أو مجموعة لفرد؟
في الغالب يكون هناك عمل ومجموعة وقائد، ثلاثية لا غنى للعمل التعاوني من تواجدها.وعلى هذا الأساس سأطلق عدة أسئلة في فضاء الفكر الواسع، وسأطرح عدة تساؤلات على أرض الحرية الخصب.
هل من التعاون أن يكون الأفراد منفذين لأوامر القائد دون وعي؟
هل القيادة حين تقدم عونا للأفراد تكون في حقيقة الأمر تقدم عونا لنفسها؟
هل القائد ولمجرد أن يكون قدوة جيدة، يعد ذلك تعاونا ؟
كيف نطبق مفاهيم التعاون في المجتمع؟
المسؤول الذي تمر سنوات تربعه على كرسيه دون تقديم شئ مميز؛ هل هو متعاون ومتلائم مع تطلعات الناس!!
المؤسسة أو الهيئة أو الوزارة التي لا تتناسب عطاءاتها للمجتمع مع ما يُقدم لها من الدولة من أموال وتسهيلات وصلاحيات؛هل هي متعاونة؟!
الشجيرات السامة التي تنبت حول بعض المسؤولين، هل يقبلون بأن يكونوا متطفلين على المياه التي تبقيهم أحياء...
فيكتفون بالغرف بكفوفهم وثيابهم كي يرتووا وبنهم؟؟ ويتركوا لنا المسئول غصنا نظيفا أخضرا يورق عطاءا للوطن!! ولكنهم – وللأسف- يخشون انكشاف أمرهم فيوصلون سمومهم للغصن الرطيب اللين، فيصبح يابسا صلبا مهمته الجلد والضرب والدفاع عن حوض الأشجار المسمومة!!!
حقيقة التعاون الغائبة أو الزائفة تتجلى أسريا واجتماعيا بوضوح ، فنجد أشياء راسخة في الأذهان بأنها من صور التعاون والحب وهي بلا شك خلاف ذلك.
الأم التي تخشى غضب زوجها ، فلا تعترض على طريقة التربية الخاطئة التي يسلكها الأب ! ألا يعد ذلك عونا له على استمراء الأخطاء واستمرارها؟ والأب الذي يترك أبناءه نائمين ويخشى من ارهاقهم أو تعكير مزاجهم إذا أيقظهم للصلاة، ألا يعتبر ذلك ظلما لهم وعونا للشيطان عليهم؟!
قد لا يعلم البعض بأن الاحجام عن تقديم العون من الخذلان ومن عدم التعاون. وأن من يعين على الشر بأي صورة فهو مشارك بالإثم لأنه لم يستبرئ لذمته ولم يقل كلمة الحق.
ومن المهم أخيرا أن ندرك بأن جوانب الإنسان الربعة ؛الروح والعقل والقلب والجسد إذا لم تتعاون فيما بينها لتبرز لنا شخصية رائعة فإن هذا من نقص المروءة والشهامة والدين. يجب أن تحمل ميزانك ومعيارك معك أينما ذهبت.
ساعد حواسك لتقودك إلى غايتك ، هذبها ووجهها لغايتك.
كن معينا لنفسك على نفسك... كن كريما مع نفسك لتستطيع أن تعطي الناس العطاء الجزل ، وتعينهم العون النافع.