ارفعوا رؤوسنا بإكرام الضيوف
أمام البوابة رقم 23 في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، كنت متأهبا للسفر إلى القاهرة.جلس بجانبي رجل سبعيني يرتدي الثوب الصعيدي، كان في قمة غضبه وهو يتحدث في الهاتف؛ استمعت لمكالمته وفهمت بأنه يتحدث مع والدة (كفيله) ، أنهى المكالمة بدعاء على كفيله؛ سألته مابك؟ فقال لي قصته: اسمي حميد، كنت أعمل حارس منزلي لدى عائلة سعودية لمدة 18 سنة ، وكانت الأمور في البداية لا بأس بها، وبعد قدوم أخي وسكنه في المدينة المنورة، طلبت أن أؤدي العمرة وأزور أخي في المدينة المنورة، فرفض الكفيل ، وأعدت الطلب مرار وتكرارا وكان يتهرب تارة ويعد تارة أخرى، ولكني لم أر شيئا! وحين قلت له إما أن أزور أخي أو (تسفرني) بمعنى تنهي عقدي، أستخرج لي تأشيرة خروج بيوم واحد!! لم يراع خدمتي لأبيه قبل وفاته، ولم يقدم لي مكافأة!!
توقف عم حميد عن الكلام قائلا: حسبي الله ونعم الوكيل أنا (اتظلمت في بلدكو)
قلت يا عم ارفع أمرك إلى الله ولا تغضب من بلدي!!
قبل ذلك بأيام قابلت رجلا يدعى (سعيد) ، لم يكن سعيدا وهو يروي تذمره من بلادنا؟!
ستة أشهر قضاها بيننا ، لم يأخذ سوى فكرة سيئة عننا!!
سألته عن قصته فأجاب : قدمت إلى السعودية للعمل طباخا لإحدى المؤسسات براتب متفق عليه وهو 3 آلاف ريال ، وعندما حضرت لم أستلم ريالا واحدا في الثلاثة أشهر الأولى ، ثم أخبروني بأن راتبي هو ألف وخمسمئة ريال ، وحين رفضت؛ ببساطة استخرجوا تأشيرة الخروج بعد أن أعطوني رواتب الستة أشهر لكل شهر ألف وخمسمئة ريال فقط!!
لماذا لا نعتبر جميع من يقدم إلى هذه الأرض الطاهرة ضيفا علينا؟ سواء قادما للحج أو العمرة أو الزيارة أو السياحة أو العمل، وأركز على القادمين للعمل لدى المؤسسات الخاصة أو الحكومية أو الأفراد والأسر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه). انظروا الإعجاز في كلام الحبيب عليه الصلاة والسلام حيث ربط الإيمان بالله بإكرام الضيف، كما أنه عليه الصلاة والسلام لم يحدد نوعية الضيف وهذه رسالة منه بضرورة إكرام جميع من يفد إلينا. ولم يحدد وقتا لإكرامه بمعنى أن إكرامه مستمر طيلة تواجده بين ظهرانينا. وأخيرا لم يحدد صفات معينة إذا تحلى بها الضيف نكرمه وإن تخلى عنها نمنعه!!
أين نحن من ذلك؟! أين نحن من تعامل الرسول عليه الصلاة والسلام مع خادمه أنس بن مالك؟
ألا تذكرون القصة التي تداولها الكثير عبر الجوالات، وهي لعائلة سعودية دخلت إحدى مطاعم الوجبات السريعة وأبقت الخادمة أمام باب المطعم!!
لا يخفى عليكم أن هناك الكثير من حالات الاعتداء والامتهان لغير السعوديين من خدم وغيرهم من قبل الكبار والصغار.
لِمَ يزرع البعض في نفوس أبنائه هذه الفوقية؟!
ألا يعد ذلك من الإساءة لوطننا؟!
ختاما أقول لا بد أن يعي أبناء هذا الجيل بأن النعم بيد الله يداولها بين الناس.
تذكر أخي الكريم أختي الكريمة بأن هذا فضل من الله ، أن جعل الناس تحتاج إليك وتعمل لديك ، لا أنت من يحتاجهم. قال الشافعي
واشكر فضائل صنع الله إذ جعلت إليك لا لك عند الناس حاجات