رسالة مخلص وصريح إلى عبد الله الأجهر (2)

تكملة للمقال السابق الذي تناول الرد على ما جاء في تصريح عبد الله الأجهر مساعد المدير العام التنفيذي للعلاقات العامة في ''الخطوط السعودية''، الذي نشر في ''الاقتصادية'' في العدد 6899، الذي تطرق فيه إلى أن أسعار تذاكر الرحلات الداخلية لا تغطي الحد الأدنى من التكلفة التشغيلة. وللحق فإنها ظاهرة مبشرة وتصب في الطريق الصحيح أن تتطرق ''الخطوط'' إلى استخدام مصطلحات فنية مثل (التكلفة التشغيلية)، لأن ذلك يعني بداية لنشر أرقام هذه الناقلة الغالية على قلوبنا. عادة لا تنشر الناقلات الجوية التفاصيل الدقيقة للتكلفة التشغيلية لطائرات أساطيلها، لأن ذلك يعتبر من أسرارها الصناعية، وقد يؤثر في فاعليتها في إدارة العائد من مبيعات التذاكر. لكن الكثير من بنود التكلفة التشغيلية معروفة للمختصين في هذه الصناعة ويتم تداولها على هيئة نسبة من التكلفة التشغيلية. على سبيل المثال، يشكل الوقود نسبة من 30 إلى 40 في المائة بأسعار الوقود الأخيرة. كما أن تكلفة الإسناد الفني المكونة من أعمال الصيانة وقطع الغيار معروفة الأرقام ولها مقاييس متعارف عليها لدى الشركات الصانعة والشركات المشغلة للطائرات. وتعتبر (أياتا) مصدرا معلوماتيا ثريا وموثوقا لأرقام ومؤشرات التكلفة التشغيلية للطائرات من واقع دراسات تقوم بها بمشاركة معطيات من الخطوط الجوية الأعضاء. لو صدقت الأخبار المتداولة أن ''الخطوط السعودية'' تحصل على وقود مدعوم بتكلفة خمسين هللة للتر الواحد، وأنها تماثل الناقلات العالمية المشهورة بكفاءتها كـ ''طيران الإمارات'' و''بريتش''، فيما يتعلق بتكلفة الإسناد الفني، فإن التكلفة التشغيلية لديها متدنية ولا عذر لها في ادعاء أن أسعار التذاكر الداخلية متدنية ولا تغطي تكلفتها التشغيلية. أثناء كتابتي لهذا المقال قمت بعمل حجز افتراضي لرحلات (طارئة)، أي ليست في المدى الزمني البعيد أو أنها تقع في شريحة الأسعار الترويجية من خلال مواقع ناقلات عالية الكفاءة واخترت رحلات مماثلة زمنيا لبعض الرحلات الداخلية لدينا ووجدت أن أسعارنا، خاصة الرحلات الداخلية الطويلة (الرياض - طريف مثلا) في المتوسط السعري نفسه. أتمنى من الأخ عبد الله الأجهر الإبحار في موقع خطوط (Air Tran) على سبيل المثال والتعرف على الرحلات من حيث زمن الرحلة والأسعار، مع الأخذ في الاعتبار تكلفة الوقود لتلك الناقلة الأمريكية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي