لذة القرب من الأبناء

فليسمح لي الدكتور الرائع إبراهيم الخليفي باستعارة عنوان هذا المقال من برنامجه (لذة القرب من الأبناء). فالموضوع مؤثر والعنوان جميل ومعبر.
بحكم عملي والتصاقي بالأطفال والمراهقين والشباب لسنوات طويلة، وملاحظاتي الكثيرة والتي جسدتُها عبر مقالات ودورات عديدة.
أحب أن أتناول الموضوع من زاوية شبيهة من تلك التي تناولها الدكتور ابراهيم الخليفي. وأبدأ بطرح هذا السؤال، كيف نستمتع بتربية أبنائنا في كل أحوالهم؟
متى يكون الأبناء قرة أعين لنا؟
بلا شك أن كل أب يريد لأبنائه أن يصبحوا أفضل الأبناء، ويتمتعوا بكل الصفات التي تميزهم عن غيرهم ؛ مثل حسن الخلق والتدين والعلم والجمال والذكاء و..
ولا يخفى على كل لبيب أن الآباء بعضهم أو جلهم يبذلون كل ما بوسعهم من أجل تحقيق هذا الأمر. وللأسف فالبعض يهمل ويفرط، والبعض يتجه للأسلوب الخاطيء، والبعض يختزل الاهتمام بالمال، والبعض ممن لديه قدر من التعليم والفكر يتلمس احتياجات ابنه النفسية والمادية، ويعي بأن القرب منه مؤثر وله دور في تشكيل شخصية متوازنة للابن.
جميلة تلك المحاولات التي يبذلها الآباء أو بعضهم في سبيل الارتقاء بأبنائهم، ولكن أين هم من ذلك؟وبصورة أوضح أين نحن الآباء من ذلك؟!
هل نقوم بعمل ممتع؟ هل نشعر بمتعة حقيقية ونحن نقوم بتربية أبنائنا؟
الأبناء هم قرة أعيننا ومن الحق والعقل أن نستمتع بهم، ولكن المشاهد والمحسوس بأن الكثير من الناس لا يحصل على هذه المتعة، ويبدأ في اتهام الزمن والفضائيات وأصدقاء السوء و... وينسى نفسه!!
نحن لو عرفنا خصائص أبنائنا وخصائص نموهم لاستمتعنا بهم ، بل أننا سنستمتع بأشياء لم نكن نتوقع أنها ستمتعنا.
نحن أحيانا نسئ لأبنائنا من حيث نريد النفع! وذلك باتباع أساليب خاطئة أبرزها الحماية الزائدة والتي تفقد الابن والأب المتعة! تفقد الابن متعة التجربة وزيادة جرعة الثقة لديه وتفقد الأب متعة تأمل ابنه وهو ينضج أمام عينيه، فلا بد أن نقتنع بأن معاناة الأبناء من أي أمر؛ سواء التعامل مع نفسه أو مع الآخرين أو مع مدرسته أو مع أقرانه، وتوتره وصدامه مع الآخرين وقلقه و...الخ ما هي إلا حراك طبيعي جدا.

اجعلوا هذا الأمر بمثابة متعة ولذة لكم، أيها الأب اجعل صدرك منشرحا، وافرح وأنت تشاهد ابنك يدبر أموره ويفكر كيف يتخلص من هذا الموقف، ويعاني في ذلك، افرح لأنه في طور النضج، كل ما يقوم به يدل على أنه يسير في طريق النضج!!
معاناته هي من عوامل نضجه وتهيئته للحياة.
ثم هناك أمر آخر يزيد من لذة تعاملك مع ابنك وهو خلو ذهنك من التصورات التي سيكون عليها ابنك من حيث الدراسة والوظيفة والزواج. لأنه لو خالف تصوراتك أو كلامك فإنك ستصدم وستغضب، ولا تجتمع لذة مع غضب!!
حتى تحس بمتعة ولذة القرب من ابنك، لا بد أن تمتلك مرونة ذهنية (خذ الأمور ببساطة، وحيي قراراته) وهذا من التنشئة على الاستقلالية.
لنهنأ بأبنائنا ونستلذ بحياتنا معهم،علينا القيام بما يلي:
1- محبتهم.
2- أن نفسح لهم المجال ليلهوا ويلعبوا.
3- أن نصادقهم ( وهذا يستلزم امتلاكهم حياة خاصة بهم)
4- قبول أداءهم لمسؤولياتهم ولو كان ضعيفا
5- التقليل من حمايتهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي