مقتل السفير .. "بوابة"
نستاء نحن كمسلمين من سماع أخبار كهذه التي تحكي مقتل "مُعاهِد" في أراضينا, لأن هذا الأمر يخالف عقيدتنا الحنيفة. وإن كان السبب هو الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم فلندافع عنه بأخلاقه التي حكى الله "عز وجل" عنها بأنها القرآن. فقتل السفير الأمريكي ليس هو الحل ولا حتى جزء من الحل. وإن أخطأ ابناء جلدته لا يعني ذلك بالضرورة أن يكون السفير مُخطِئ. فقد ذكر الله عز وجل في محكم كتابه {ولا تز وازرة وزر أخرى}. ديننا دين التسامح ويدين أي تعدي على أي شخص أيّن كانت جنسيته أو ديانته.
وكما هو متوقع من الحكومة الأمريكية فقد أدانت هذا الاعتداء الذي وصفته بالوحشي والغير مسؤول. وياليتها ادانت ما فعلته في العراق وأفغانستان والكثير من دول الإسلام. لذلك فإننا نطالب هذا البلد باحترام حُرمة الاديان كافة ويحترموا رموز ديننا وبالذات رمز البشرية الأول "محمد" صلى الله عليه وسلم. فقد سئمنا من أمريكا اقتصار حرّيتها على التعدي على ديننا وعلى رقابنا.
ومن الجانب السياسي سيصعب على المطّلع على أحداث المنطقة مؤخراً تصديق أن أمريكا غاضبة من هذه الفعلة. بل لا أبالغ إن قلت هذا أفضل خبر قد يصل الأمريكان في هذه الأيام. لأن أمريكا بكل بساطة بحاجة للبترول في كل الأوقات, ويتوفر في ليبيا مخزون بترولي كبير قد يخدم مصالحها. ولا أستبعد إطلاقا ان تكون أمريكا خلف قتل سفيرها في ليبيا لتكون "بوابتهم" للدخول إلى الأراضي الليبية بحجة محاربة "الارهاب". ولنا في العراق عبرة حينما دخلت أمريكا العراق بحجة السلاح النووي, وكان هدفهم "الاوحد" هو بترول العراق ولا شيء غير ذلك.
من خلال قراءتي "المتواضعة" جدا لهذا الحدث, أرى أن الليبيون أخطأوا كثيرا في قتل السفير الأمريكي. فدفاعهم الارعن عن الرسول صلى الله عليه وسلم قد يكلفهم ثرواتهم وقد يكلفهم أرواحهم ووقتها قد يتمنون رجوع الشيطان القذافي. أنا لست ضد الاحتجاجات ولا أطالب بكتم الأصوات. بالعكس تماما أؤيد كل المظاهرات والحملات التي تدافع عن رسولنا الكريم الذي أنار الله به قلوبنا. لكن على أن تكون حكيمة وقادرة على إيصال الرسالة إلى الغرب بموقفنا ونجبرهم على العدول عن ذلك. وعلى الرغم من موقفي تجاه الحدث الليبي إلا أنني أحييهم من كل قلبي لغيرتهم على رسول الله.