الجوال الذي يحمله الطفل.. أين التوعية؟

يعرف علم النفس السلوك السوي من منطلق الصحة النفسية على أنه السلوك المنتشر في مجتمع من المجتمعات بغض النظر عما إذا كان السلوك صحيحا أم خاطئا، وهذا يعني أن ما يعد سلوكا سويا في مجتمع، قد يعد سلوكا غير سوي في مجتمع آخر، والمحك في ذلك يتوقف على المعايير الاجتماعية والأعراف والتقاليد، بل والقوانين التي تحكم المجتمعات.
ولعلنا لو سلطنا الضوء على الإنترنت لوجدنا أنه الموضوع القديم الحديث فلم يعد الحديث عن الإنترنت بالأمر المهم، بل لقد أصبح الاتصال به متاحا من مختلف الأجهزة التي من الممكن أن تكون مع الطفل. وحتى الألعاب الإلكترونية للأطفال كأبسط تقدير أصبح الأمر فيها يسمح بالاتصال بشبكة الإنترنت وبكل سهولة، وفي المقابل فإن بعض الأسر تظل لا تبالي بأن يكون مع ابنها شريحة للاتصال بالشبكة العنكبوتية ويعتقد بعض الآباء أن دورهم لا يتجاوز شراء الشريحة حتى يتخلصوا من إلحاح أبنائهم عليها ويمارسوا حياتهم بعيدا عن ذلك الإلحاح، ولكن ما لفت نظري كان من إحدى الأمهات التي تتردد لتشكي من ابنتها ذات السنوات التسع والتي أصبحت مدمنة على نوع من الأفلام، وقد اكتشفت ذلك أخيرا، ولكن بعد أن فات الأوان وأصبح العلاج لتلك الحالات أصعب وضعا. وليست تلك الحالة هي الوحيدة بل نجد بعض الأسر التي لا تقوم بأي توعية على مواقع الإنترنت، بل إنك عندما تتصفح بعض الهواتف النقالة للفتيات الصغار في عمر عشر سنوات ربما تفاجأ بمجموعة كبيرة من البرامج المحملة على الجهاز دون علم الآباء، منها برامج للاتصالات ومنها برامج لتحميل مقاطع من الأفلام، ومنها برامج أخرى مختلفة ربما يعرفها الصغار فقط على الرغم من أنها لم تخصص لأعمارهم من الأساس، ولكن في اعتقادي أن انتشار الجوالات الكثيف بين الأطفال والمراهقين سبب مشكلات لا حصر لها فأصبح هذا الانتشار للسلوك الخاطئ هو مصنف ضمن السلوك السوي، ولكن ما الحل.. هل منع تلك الأجهزة هو الحل الأمثل ووضع الطفل في موضع المتخلف بيئيا أم العكس عند امتلاكه لتلك الأجهزة هو في نظر المجتمعات أكثر تحضرا! أعتقد أنها الشعرة التي تقوم عليها مجموعة هائلة من المهارات التربوية التي تعكس تعامل الآباء الذي من المفترض أن يكون حاملا لجزء بسيط من المسؤولية تجاه التكنولوجيا التي يتعامل بها الأبناء، فلكل عصر لغته ولا بد أن يتقن الآباء لغة أبنائهم، فكثير من الجرائم حتى الأخلاقية منها يبدأ فتيلها الأول من الإنترنت وينتهي بكوارث مختلفة الأشكال والسؤال هنا ترى هل يعلم البعض مدى أهمية التوعية بأضرار الإنترنت ومدى أهمية مساعدة الأبناء على اختيار البرامج التي تحويها أجهزتهم حتى لا يكونون عرضة لأخطار تلك المواقع، الأمر في غاية الخطورة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي