مصر .. كما لم يعرفها د. محمد بن سعود المسعود !

شدّ انتباهي مقال نشرته الاقتصادية يوم الأحد الموافق 3/2/2013 بعنوان «مصر العظيمة.. والخليج الماجن قراءة في تكوين العقل الجمعي.. الجزء الثاني» للكاتب الدكتور محمد بن سعود المسعود.

أدرك أن المساحة التي أرد من خلالها على المقال ربما لا تلفت نظر الكاتب الوقور، ولكني سأرد لأن الكاتب قد كتب رأياً لا يمس فكرة ولا يعالج حالة، ولكن يصم شعباً كاملاً بما ليس فيه، ويشرع في عرض طريقة للتعامل معه من قبل دول الخليج لا تليق به.. في نقاط محددة أقول:

(1) تقول: «توقفوا عن النظر إلى غيركم على أنهم رعاة إبل عمياء».. إن كنت تتحدث عن حالات فلا بأس، أما إن كنت تتحدث عن شعب فإنني أدعوك للتوقف وإعادة النظر فيمن حولك من المصريين العاملين بالمملكة، بل أدعوك لإجراء دراسة ميدانية على عينات من المصريين بمختلف مستوياتهم الثقافية والفكرية والوظيفية، وأعدك أنك سترى أناساً في قمة الود والمسالمة والتواضع والبساطة، ثم قارن بين طبيعتهم مع أقرانهم ومعارفهم وبين طبيعة أصحاب العيون الزرقاء وسوف تجد أنك تحاملت كثيراً على أناس طيبين لا يعرفون كبراً ولا غروراً، واسأل الأخوة السعوديين الذي جاءوا إلينا وعاشوا بيننا وأكلوا من طعامنا وناموا على أسرَّتنا.. ما هي انطباعاتكم عن شعب مصر؟، بل اسألني وقد أقام معي أخ سعودي لمدة خمسة عشر يوماً واسمه «محمد إبراهيم خنيجر»، وهو الآن يقيم بالرياض، وقد كان يعمل سابقاً في بلدية رنيه بالطائف.. اسألني عن حجم المودة ومدى المحبة التي جمعتني به.

(2) تقول: «توقفوا عن إنتاج أفلام تصور من يدعمكم عند كل محنة ''ولله المنة والفضل'' .. بوصفهم شعبا ماجنا».. توجه بهذا الخطاب إلى صُناع السينما في مصر، واسأل عن عدد الممولين والمنتجين الخليجين، وعن عدد ملاك القنوات الخليجية التي تعرض هذه الأفلام، أما شعب مصر فيحمل مؤلفات علمائكم وفقهائكم، ويستمع إلى أصوات قرائكم في الخلوة والجلوة.. أدعوك كي تتقصى عن عظيم محبتنا لخطبائكم ومفكريكم وكتاب الرأي لديكم، لتعلم أن السواد الكاسح من شعب مصر لا يحب السينما ولا يشاهدها بعدما انحط أداؤها في السنوات الأخيرة.

(3) تقول: «تمنيت أن أسمع دعوة أن تكون عطية الخليج لمصر مشروطة بتوقيرهم وعدم امتهان كرامتهم من المطار وإلى المطار».. هل اشترط الإسلام يا أخي الكريم أن تكون المساعدة الإنسانية للمحتاجين من أفراد وأمم مشروطة بإذلالهم؟، وهل اشترط الإسلام أن نفضح المحتاج حين نساعده على رؤوس الأشهاد؟، لقد نسيت يا أخي ما قدمته مصر لشقيقاتها فكرياً وعلمياً وسياسياً وعسكرياً.. أرجوك أن تقرأ التاريخ الذي منه ننطلق، ثم عليك بنظرة سريعة إلى دول أوربا لتعرف الفرق بين التفكير والتفكير، ثم من الذي أهان الخليجيين في مصر وهم يتملكون كيف شاءوا، ويسكنون حيث شاءوا، ويترفهون متى شاءوا؟!.. هل زرت مصر يا أخي لتقول ذلك؟.

(4) تقول: «الماليزيون تقدموا على مصر مليون مرة .. وهم لا يصفون أنفسهم (بأبوة الدنيا) ولا أمها».. لكن ماليزيا ذاتها لم تقل ذلك، بل ويحمل الماليزيون لمصر الحب والتقدير والاحترام، ويرفعون العلماء المصريين فوق رءوسهم متى ذهبوا إليهم، ثم ألا تعلم أن لقب «الشقيقة الكبرى» و «أم الدنيا»، هي ألقاب لم تمنحها مصر لنفسها، ولكن مُنحت لها من غيرها لأنها تستحق، ويكفي أن الله جلّ في علاه قد ذكرها في قرآنه المتعبد به إلى يوم الدين، تصريحاً وتلميحاً، أكثر من عشرين مرة، وأسأل شيوخ السعودية الأفاضل عن ذلك.

(5) تقول: «لماذا يتجه بعضنا إلى هناك ليقول لهم إن هاجر عظمها الله لكونها تحمل (الجنسية المصرية)، لذا حق لكم أن تفاخروا الكون والعالم؟ وليقول لهم: أنتم .. ومن بعدكم الطوفان».. ألم يذكر الرجل الذي تقصد الحقيقة؟، أليست هاجر المصرية أماً لإسماعيل عليه السلام، جدّ النبي محمد خير الأنام عليه الصلاة والسلام؟، ما المزعج في قول الحقيقة؟، وما المزعج في أن يكون بيننا وبينكم رحماً نعتز به ونفخر؟!.

(6) هذه مقالات كتبتها في الاقتصادية قبل الثورة وبعدها عن السعودية الحبيبة، وكنت ولا زلت وسأظل مؤمناً بكل حرف سقته فيها.. آمل أن تجد وقتاً منك لقراءتها :

السعودية في القلب دائماً

http://www.aleqt.com/2012/08/18/article_684408.html

أحب السعودية ملكاً وشعباً

http://www.aleqt.com/2012/05/20/article_658620.html

"كلاكيت" مرة ثانية.. مصر والسعودية "الزعل ممنوع"

http://www.aleqt.com/2012/04/30/article_652376.html

مصر والسعودية.. علاقة قدرية

http://www.aleqt.com/2012/04/25/article_650856.html

المملكة على عرش قلوبنا

http://www.aleqt.com/2011/09/24/article_583480.html

وطن يسكن قلوب الموحدين

http://www.aleqt.com/2010/09/26/article_446808.html

فهذه عينة من رأي المصريين في المملكة العربية السعودية وشعبها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي