كفاكم عبث وترهيب برسائلكم !!

عشاق الحزن هم من يبحثون عن الحزن بكل الوسائل المتاحة في كل مكان وزمان,و أن لم يجدوه في حياتهم اليومية,بحثوا عن فيه ماضيهم,وقد يبحثوا عن جرعات أضافية في المسلسلات الخليجية التي تعج بالحزن من موت وحوادث ومخدرات, كمضمون كلي من قصة المسلسل,الذي لا ينصح بمشاهدته من قبل من يعاني من أمراض في القلب أو ارتفاع في ضغط الدم,وأن كانوا هؤلاء ليسوا من عشاق متابعة المسلسلات فبتأكيد سوف يبحثون عن قصص و أحداث حتى وأن كانت " مكذوبة " عن عذاب القبر,أو سوء الخاتمة,وكأن الله خلق النار ولم يخلق الجنة.وما يزيد الوضع سوء أن البعض قد يهنئك بالعيد قائلاً : كل عام و أنت بخير ورحم الله من كان معنا العيد الماضي ولم يكن معنا هذا العيد,وكأن العيد ليس للفرح بل لتقديم العزاء لمن فقدناهم سابقاً رحمهم الله !!

برامج التواصل الاجتماعي مثل "الوتس آب" أصبح سبب رئيسي للاكتئاب والحزن, فالرسائل التي تأتي إلينا يومياً علي هواتفنا قلما تجد بها شيء من التفاؤل أو الفرح,فتجد ما ندر صحيح وكثير منها مكذوب لمقاطع فيديو أو صور لقتل أو تعذيب في شتى بقاع العالم,مع شرح إضافي لزيادة ما تشاهده كآبه وحزن,وكان البعض قد أوكلت له مهمة تنغيص حياتك كل يوم,صباح مساء !!

العظة والعبرة,وتذكر الآخرة أمر إيجابي ولا بد منه,كما أنه أمر يحدث أساسا بشكل تلقائي في حياتنا عندما نذهب للصلاة على احد الأقارب أو الأصدقاء أو عند زيارة المريض في المستشفى, أو عند الذهاب إلى المقبرة,لكن أن تكون العظة والعبرة بهذا الكم والطريقة فهو بالتأكيد إرهاب فكري يمارس من هؤلاء, فالترهيب ليس هو السبب الوحيد في المحافظة على أداء العبادات,بل أن الترغيب هو الأفضل للمداومة على العبادات وتجنب المعاصي,فالتخويف من النار يمكن أن يستبدل بالترغيب في الجنة,كما أن الترغيب يجلب التفاؤل ويبعد التشاؤم و الاكتئاب الذي يحدث من أساليب الترهيب,وفي القران الكريم ورد ذكر الجنة والنار بشكل متلازم وشبه دائم,وهذا من حكمة ربنا تعالى,ولم يقتصر القران الكريم على النار فيخيفنا ولم يقتصر على الجنة فينسينا العذاب والنار !!

في الأخير أتمنى من هذه الفئة أن تنشر التفاؤل والجنة,بنفس القدر الذي تنشر به الكوارث والنار والعذاب على الأقل,فالمكتئبون أصبحوا كثر في عالمنا اليوم, وهم يحتاجون للترغيب والتفاؤل أكثر من الترهيب والتخويف,أو إرسال لهم مقاطع الفيديو التي تحتوي على مشاهد لقتل أو تعذيب في أي مكان في العالم,وكان حل مشكلة أو معاناة هؤلاء في أيديهم حتى نرسلها لهم,وما يزيد الوضع سوء أن هذه الرسالة تأتي إلى البعض في أوقات أو ظروف هم بحاجة للتفاؤل فتزيد الأمر سوء أكثر مما هو عليه في الأساس !!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي