هيئة الاتصالات .. وبرامج التواصل الاجتماعي !!

أطلقت خدمة سكايب في عام 2003 م ,و أطلقت خدمة فايبر في عام 2010 م ,و أطلقت خدمة وتس آب عام 2009م,وهذا يعني أنها ليست حديثة النشأة في عالم التقنية,فالسنة في عالم التقنية تعتبر بالوقت ليس بقصير,وذلك لسرعة انتشار الخدمات أو البرامج والسبب في ذلك الإقبال الكبير من قبل المستخدمون,الذين يزدادون في كل جزء من الدقيقة تقريباً .

برامج التواصل الاجتماعي بكل أنواعها أحدثت نقلة نوعية,تسببت في اقبل كثير من المستخدمين,الذين وجدوا بها البديل الأقل سعراً من المكالمات الصوتية,والمتعة التي تنوعت ما بين تبادل المقاطع الصوتية والمرئية والرسائل النصية,لذلك كان الإقبال عليها في السعودية يزداد يوماً بعد يوم,حتى أصبحت هذه التقنية جزء من حياة الكثير,وكان ذلك واضحاً من خلال الإحصائيات التي جعلت السعوديين هم الأكثر نمواً في العديد من البرامج والمواقع التواصل الاجتماعي, ومن أخرها موقع التواصل الاجتماعي " كييك " .

قرر هيئة الاتصالات الذي يطالب بالسماح بمتابعة هذه البرامج قرار متأخر جداً إذا كان هو حقيقة الهدف منه أسباب أمنية,فمن غير المعقول أن تكون الدولة لا تستطيع معرفة ماذا يدور في هذه البرامج التي استمرت لسنوات دون رقابة عليها,على الأقل الأشخاص الذين يمثلون خطر على الدولة بأي شكل من الإشكال,فمثلاً برنامج سكايب لها أكثر من 10 سنوات,فهل يعقل أن هذه العشر سنوات كانت دون رقابة من قبل الدولة ؟

نشر تقرير في صحيفة وول ستريت جورنال يفيد إن الأجهزة الأمنية في عدد من الدول العربية تتجسس على نظام سكايب للاتصالات عبر الإنترنت،وضربت مثلا بمجموعة من الناشطين المصريين الذين كانوا يراقبون الانتخابات البرلمانية التي تمت في سبتمبر/أيلول الماضي2012 م، حيث كانوا يتحدثون عبر البرنامج دون أن يدركوا أن عناصر مباحث أمن الدولة كانوا يتنصتون عليهم .وهذا يعني أن البرنامج لم يكن بعيداً عن الرقابة الحكومية في الدول العربية !!

أجهزة الاستخبارات في جميع دول العالم لن تسمح بأي وسيلة سواء كانت تقنية عبر الانترنت أو غيره,من الممكن أن تمس أمنها بشكل من الأشكال,وأن كان هنالك شك في المساس بأمنها فهي لن تنتظر رد الشركة المقدمة لها بإعطائها الصلاحيات للمراقبة,فهي جميعها تملك فريق متمكن جداً تقنياً في الوصول إلى أجهزة من يشتبه بهم ومراقبتهم,وهذا إجراء آمني يتبع أغلب الدول حتى في أكثر الدول ديمقراطية وحرية .

هيئة الاتصالات في بيانها تطرقت إلى جزئية الخصوصية للمستخدمين في هذه البرامج,وهذا أمر غير وارد,فمن المتعارف عليه أن أي بيانات يتم تخزينها على أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة الذكية بكل أنواعها وتكون متصلة بالانترنت فهي ليست في مكان آمن مهما اتخذت الشركة الأم أو المستخدم من إجراءات وقائية مثل استخدام الجدران النارية أو برامج مكافحة التجسس أو برامج مكافحة الفيروسات,والسبب أن ما يعرفون بالهكرز يسعون دائماً للبحث عن ثغرات أو طرق تمكنهم من الوصول إلى بيانات المستخدمين .

الضرر المادي الذي لحق بشركات الاتصالات كبير وهو في ازدياد,وهذا لا يحتاج إلى إثبات بالأرقام أو الإحصاءات الرسمية,فالمستخدم شعر بهذا الانخفاض في قيمة الفاتورة التي يدفعها بشكل شهري,كما أن هنالك متخصصين توقعوا خسائر مالية قد تصل إلى 3 مليارات دولار خلال الست السنوات القادمة بسبب ازدياد الإقبال على استخدام برامج التواصل الاجتماعي وهذه حقيقة لا يمكن إخفائها مهما حاولت شركات الاتصالات ذلك,فهيئة الاتصالات في وجهة نظري تحاول إنقاذ شركات الاتصالات من انخفاض كبير في الأرباح متزايد,وهذا كان واضحاً من خلال لإلغائها لخدمة التجوال المجاني,مبرره ذلك بوجود مليونين شريحة تم تهريبها خارج المملكة,وهذا تسبب في خسائر للمشغلين داخل السعودية !!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي