سوء الأحوال الجوية أو سوء البنية التحتية !!
لازلنا نخشى المطر بعد أن كنا نفرح ونستبشر بقدومه.فمع زخاته الأولى المتساقطة تبدأ الناس تتساءل هل غداً أجازة للطلاب المدارس؟ وتصطف الناس أمام شاشات التلفاز والمواقع الإخبارية الالكترونية تنتظر خبر " تعليق " الدراسة,الذي أوكل إلى وزارة التربية والتعليم أو مدراء المدارس والجامعات كذلك بدلاً من الدفاع المدني,ولا أعلم هل هذا الإجراء هو تهرب من المسئولية أو لكثرت تعليق الدراسة في السعودية في السنوات الأخيرة ولتعجيل اتخاذ القرار .
خلال الخمس السنوات الماضية عانت مدن عديدة ومحافظات من سيول جارفة وأمطار شلت حركة السير في عدد من الشوارع والأنفاق وأودت بعدد من الأرواح البريئة وأتلفت عدد كبير من ممتلكات المواطنين والمقيمين,والتي كشفت لنا عدم وجود بنية تحتية, رغم ما انفق من مليارات الريالات لإنشاء مشاريع تصريف سيول لهذه المدن ومنها أهمها الرياض وجدة والمدينة المنورة وتبوك,وإذا كانت المدن تشتكي فالمحافظات بالتأكيد حالها لن يكون أفضل.
بعد تاريخنا الأسود مع السيول التي جعلها فساد المسئول تكتسي بهذا اللون تحركت الجهات المسئولة عن ذلك لتحاول أن تفادي هذه المشكلة بعد التوجيه الحكومي من قائدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظة الله - لكن إلى الآن المسئول لم ينتهي من هذه المشاريع لذلك كان قرار تعليق الدراسة هو الحل الوحيد لتغطية سوء تنفيذهم,والمصيبة الأكبر أن المشاريع الجديد لم تكن على أفضل حال,وما رأيناه من سوء تنفيذ في المشاريع المنتهى منها حديثاً والتي تحت الإنشاء الآن لا يدعوا للتفاؤل,بل إلى المزيد من الخسائر في هذه المشاريع,والمزيد من قرارات تعليق الدراسة في المستقبل مع كل زحت مطر تظهر الوجه القبيح لسوء شوارعنا وتصريف السيول بها .
أنا لا اعترض على قرار تعليق الدراسة للطلاب في الوقت الراهن,فحياتهم هي أهم وأغلى من أي شيء أخر,لكن أعترض على من تسبب في قرار تعليق الدراسة,وإلى متى ونحن نعلق الدراسة بسبب المطر,ولو كانت المملكة بطبيعتها ممطر أيام عديدة من أيام السنة وليس فصل الشتاء والربيع لأصبحت الدراسة معلقة حتى أشعار أخرى و من المحتمل أن تنقضي السنة والدراسة معلقة !!
همسة أخيرة : تعليق الدراسة لم يكن بسبب سوء الأحوال الجوية بل بسوء تنفيذ البنية التحتية !!