هيئة الاتصالات معانا وإلا علينا ؟

عندما تطلع على مهام هيئة الاتصالات (التي تخص المستخدم) تجد من ضمنها :

1 - حماية حقوق المستخدمين.

2 - وضع معايير جودة الخدمة، وهذا دور هام وجميل، لكن هل هو مطبقة على ارض الواقع ؟

قبل فترة قصيرة أصدرت هيئة الاتصالات تنبيه لبعض برامج الاتصالات المجانية مثل (سكايب) و (وتس آب) بحجة عدم مقدرة متابعة المكالمات التي تصدر من البرنامج الأول، وعدم تشفير البيانات في البرنامج الآخر، وان الهيئة سوف تقوم بحجب هذين البرنامجين إذا لم يتم الخضوع لشروط الاستخدام في السعودية، وكان متابعة الإنترنت بمواقعه وبرامجه المختلفة والعديدة جميعها تخض لشروط الاستخدام في المملكة، ولكن في رأي الشخصي أن هذه البرامج تلقى رواج كبير بين المستخدمين في المملكة، لذلك أصبحت تنتهك حقوق المستخدمين، أو أن جودة الخدمة بها لا تتناسب مع طموح الهيئة، وأنا شخصيا استخدم برنامج (سكايب) في المكالمات الدولية,واجده أكثر جودة في الصوت من الاتصال التقليدي رغم مجانيته !!

كنت أظن واغلب المستخدمين كذلك يظنون أن شركات الاتصالات هي وراء ارتفاع أسعار الخدمات المقدمة من قبلها، حتى ظهرت هيئة الاتصالات بدور الممانع عن تقديم الخدمات بأسعار معقولة تفيد المستخدم ولا تضر بالشركة، والأغرب أن شركات الاتصالات هي شركات ربحية في الأول والأخير ولا يمكن أن تقبل بالخسارة في أي عرض أو خدمة تقدمها لمستخدميها، ولكن لا نعلم لماذا تمانع هيئة الاتصالات، والأغرب إنها مؤخراً تطالب شركات الاتصالات بمنع تقديم خدمة التجوال الدولي المجاني للمستخدمين !!

تاريخنا كمستخدمين مع شركات الاتصالات مليء بالصعاب والمعاناة، فمثلا مماطلة شركات الاتصالات بتحويل رقم هاتف المشترك من شركة إلى شركة أخرى استمر فترة طويلة دون حراك فعلي من قبل الهيئة، كذلك مشكلة الفواتير التي تحملها المستخدمين في احد شركات الاتصالات بسبب خلل في نظام الفواتير، لم نجد دور فعال للهيئة لحل هذه المشكلة، وغيرها من الأحداث التي هي من مهام هيئة الاتصالات الأساسية والتي تخص حماية حقوق المستخدمين بالتحديد.

حاولت أن أبحث عن مبرر لوقوف هيئة الاتصالات في وجه شركات الاتصالات من تقديم الخدمات بشكل مجانية أو مخفض، فقلت لعل هيئة الاتصالات تحاول الحفاظ على أرباح المساهمين في شركات الاتصالات، على الرغم أن هذا دور هيئة سوق المال، لكن قد يكون للهيئة علاقة بشكل غير مباشر في ذلك، ولكن بعد ما اطلعت على ما حدث لشركة المتكاملة للاتصالات أيقنت تماما أن ليس هذا هو هدف الهيئة من مواجهة شركات الاتصالات.

في الأيام الماضية وقفت شركة موبايلي ضد هيئة الاتصالات في ديوان المظالم لتدافع عن حقها في تقديم خدمة التجوال المجاني لعملائها، والذي منعتها هيئة الاتصالات منه,بل وعاقبتها بغرامة قيمتها 500 ألف ريال كعقوبة على ذلك,إلا أن الحكم المبدئي كان لصالح موبايلي، وهذا يدل أن شركات الاتصالات لم تخالف القوانين في المملكة، وإلا لما كسبت الحكم المبدئي.

في الأخير يا هيئة الاتصالات الموقرة دعي عنك مواجهة الشركات وتحجيم المنافسة بينها، فالدور الأهم الذي تقومين به هو حماية حقوق المستخدمين ومراقبة جودة الخدمات، وليس منع برامج اتصالات مجانية أو خدمات مجانية تفيد المواطن في الأول والأخير !!.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي