ممنوعات نورة
ظهرت على السطح قضية جديدة لأم القضايا جامعة الاميرة نورة. هي قضية ليست بجديدة على المجتمع السعودي وإنما كما تعودنا تضخيم كل قضية تخص هذه الجامعة. قضية الممنوعات والمخدرات على مستوى الجامعات والكليات والمدارس وللأسف الشديد قضية اعتدنا عليها ,بل إننا نعلم مدى شيوعها الواسع بين الجنسين في هذا العمر بالذات. تصل هذه الممنوعات إلى المراهقين دون أن يقف عليها حسيب او رقيب, وبالرغم من ان القضية نفسها منذ سنين طويلة لم نجد لها من الجهات المختصة أي حل لمنعها أو للحد من شيوعها بهذه الشكل.
المنع كما أعرفه هو الحرمان, أي إن منعت ابنك/ابنتك من شيء يعني أنك تحرّمه عليه أو تحرمه منه. إلّا ان المنع لم يعد الحل الأمثل لتصحيح خُطا أبنائنا في هذا الوقت لأن كل شيء أصبح متوفراً بكل يسر وسهولة. ما تمنعه في داخل البيت هو متوفر في خارجه. لذلك أرى ان التوعية والتوجيه هما الدليلان للطريق السليم والصحيح لمستقبل هؤلاء المراهقين. وعلى وزن "الوقاية خير من العلاج" أقول هنا بأن الوعي خير من التصحيح. فإن أحسَنَت تربيتك لَعِب دور توعية وتوجيه فكر أبنائك وقتها لن نقلقك مواجهتهم للممنوعات لأن عقولهم أصبحت واعية بالقدر الكافي, ولا يقتصر وعيها على التفريق بين الصواب والخطأ بل ستجيد التعامل معهما أيضاً. الوعي مهم في قضيتنا هذه لأن الممنوعات أصبحت في ماتناول يد الطلاب, من السهل للطالب او الطالبة استحواذ سيجارة حشيش او حبة الكبتاجون وتعاطيهما, وبالذات الاخيرة التي تتواجد بكثرة في مثل هذه الأيام, أيام الاختبارات النهائية.
العلم نور, والوعي نور, والتوجيه السليم نور كذلك. فكيف لنا أن نكره ان نضيء طريق ابنائنا بكل هذا النور! لنعلمهم ولنوعيهم ونوجههم حتى تكون لهم الرؤية واضحة لا يشوبها شائب. والأهم أن نعطيهم هذا النور بعقولهم, ونجعلهم هم من يفكرون ويقررون لا أن نقرر عنهم. ولو طُبّق كل ما أسلفت في ذكره اعتقد أن لا خوف على طالبات جامعة الأميرة نورة وغيرهن حتى ولو وضعنا أمامهن الأطنان من الممنوعات.