أين الشركات من النصر؟

عندما كان النصر بعيداً عن مستواه الذي يليق بتاريخه الكبير، لم نستغرب أن يحظى بعقد رعاية ضعيف، لم يلتفت إلى الماضي بقدر اهتمامه بالحاضر النصراوي الذي لم يكن بالشكل المطلوب، حتى إن كان ماضي العالمي بمكانة صانع أمجاده وبانيه الأمير عبدالرحمن بن سعود، رحمه الله، ونجوم كبار لا يزال ذكرهم حاضراً حتى الآن قدموا خلاصة إبداعهم وروعة نجوميتهم لكل ما يخدم النصر ويسجل باسم الوطن.
الآن اختلف الوضع وتغيرت الصورة تماماً بعد سنوات من الغياب، وعاد العالمي كما كان مصنعاً للنجوم وبيئة جاذبة للأساطير قبل غيرهم، وعلامة مضيئة في سماء المنافسة على البطولات، وبأداء متناغم حاز إعجاب الجميع وأعلن عن احتكار للأفضلية بأرقام قل أن تجد لها نظيراً في تاريخ منافساتنا حتى الآن في الدوري، وفوق كل هذا وذاك جماهيرية كبيرة فرضت نفسها ورسمت صورتها البهية وأسلوبها الجديد الذي أصبح صداه يتجاوز الإعجاب على المستوى المحلي إلى الخليجي والعربي والقاري، ولم يغب كل هذا التألق وهو الأهم في سياق الاستثمار عن أن يكون هو المادة الأبرز ومحور التغطيات والمتابعة الكبيرة في شتى وسائل الإعلام والتواصل لكل ما هو أصفر.
هذا التحول الإيجابي بلا شك يدعوني إلى أن أتساءل باستغراب شديد: لماذا يظل النصر بعد كل هذه العودة والتألق وتكامل منظومته بعيداً عن شركات الرعاية؟ ولماذا تظل شركات الرعاية أيضاً بعيدة عنه؟
الإجابة عن هذين السؤالين ليست بيد النصر وحده ولا الشركات وحدها، بل أيضاً هي نتاج منظومة متكاملة تبدأ بتوافر الكوادر المتخصصة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم وإدارات الملاعب والشركات المسوقة التي لها باع في المجال الاستثماري، على الأقل لتدرك أهمية توفير البيئة الكروية الجاذبة، وضرورة توافر الإحصاءات الجماهيرية الحقيقية المؤثرة في نظر الشركات وليس كما يحدث لجماهير النصر هذا الموسم، حيث نرى حضوراً جماهيرياً كبيراً في الملاعب قياساً بلغة الأرقام القليلة المعلنة.
توافر هذه الكوادر واستثمار هذه المرحلة التاريخية أيضاً هما أساس وركيزة ملف النصر الاستثماري الجديد الذي يمنح الإدارة المختصة في النادي الضوء الأخضر لتقديم ملف مربح لكل الشركات المستثمرة، ليس خبط عشواء كما كان في السابق، بل بناء على إحصائيات دقيقة تؤكد الجماهيرية الكبيرة للنصر، ووفقاً لأرقام لا جدال فيها تعكس أفضلية الأصفر الفنية المطلقة، وتستعين بما يتوافر للنصر من أساطير ونجوم لهم ثقلهم وقدرتهم على دعم هذا الملف الأصفر المربح.. كل هذه العوامل محفزات لرأس المال الذي أرى أنه لن يكون جباناً عندما يرى شمس النصر الساطعة تشرق بالإحصائيات والأرقام والأفضلية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي