قصة قصيرة نهاية مختلس

حصل صاحبنا على وظيفة في قسم المواد، يتحكم بتوقيعه المعتبر في صرف وتسليم المعدات والأجهزة وقطع الغيار وغيرها من ممتلكات المؤسسة، التي ائتمنته على مستودعاتها.
عرض عليه صديق أن يستفيد من الزيوت التي تحت تصرفه في خدمة سيارته الخاصة. خصوصاً أنه يستخدم السيارة في الذهاب والمجيء للعمل، وأنه يوصل بها بعض المواد أحياناً للمستفيدين، وهو أمر اجتهادي غير نظامي، يدل على حرص صاحبنا المخلص.
استمر الصديق في تأليب صاحبنا للنيل من تلك المستودعات، خصوصاً المواد التي لا يمكن تعقبها - أي مستهلكة - ويمكن أن يسجلها على مصروفات أي قسم. فكَّر صاحبنا وتدبَّر، ثم اكتشف أنه لا بأس من فعل ذلك، خصوصاً أنه قبل أيام جاءه أمر بصرف كروت وقود بكمية كبيرة، تسلمها أحد أبناء رئيسه.
توكل صاحبنا على "الشيطان" وسحب من المستودع ست علب زيت وسيفوناً جديداً. قالت له نفسه: يمكنك رد هذه المواد مستقبلاً إن شعرت بالذنب. لكنها كانت المرة الأخيرة التي راجع فيها نفسه.
توجه لأحد محال غيار الزيوت وغير الزيت والسيفون وحصل على غسيل مجاني، رغم أنه لم يشترِ الزيت من صاحب المحل، لكنه أحضر ست علب والسيارة لا تستهلك سوى خمس منها، فمنح السادسة للعامل مقابل الغسيل المجاني.
انطلق بطلنا من المحل ليلحق بزملائه في الاستراحة، ولم يكمل تقاطعين حتى وجد نفسه في مواجهة مع مؤخرة سيارة من تلك التي صنعت قبل الحرب العالمية الثانية. لم تتأثر بالصدمة سوى سيارته الجديدة، التي اختفت ملامحها الأمامية.
نزل وهو يلعن ويسب ويشتم كل شيء. دعاه أحد كبار السن قائلاً: والله إن هذا لحادث غريب، وكأنك تتصيد لصدم السيارة التي أمامك. وصل محترف "نجم" الذي قرر دون أي تفكير أن الخطأ مسؤولية صاحبنا، الذي صدم سيارة خصمه من الخلف.
رجع صاحبنا لنفسه، ليكتشف أن اختلاسه الذي لم يتجاوز 100 ريال دفعه لإصلاح سيارته بمبلغ يتجاوز ثلاثة آلاف ريال، فلعن الصحبة السيئة والمال الحرام. اشترى ست علب زيت وسيفونا وأعادها للمستودع، وحلف أن تكون هذه أول وآخر عملية اختلاس.
العبرة: لكل ذنب عقوبة، والمحظوظ من تكون عقوبته في الدنيا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي