أي الحيوانات يشبهك؟

قد تستنكر العنوان، ولكنها حقيقة، فالحيوانات تتمتع بشخصيات فريدة خاصة بها مثلما لكل شخص فينا سلوك أو صفة جُبل عليها، سواء كانت حسنة أو سيئة، وتتميز عنا بأن سماتها الشخصية ثابتة لا تتغير مع تغير الظروف!
وتعكس بعض الحيوانات وبشكل لا تتصوره سمات البشر، لذلك تعتمد الدراسات والأبحاث على الحيوانات للتعرف على سلوك البشر، لشدة الشبه، ولسهولة استخدامها في التجارب.
العناكب مثلا تختلف سماتها الشخصية حسب أنواعها ومهامها، فالعنكبوت الهادئ تكون مهمته المراقبة، أما الشرس المندفع فمهمته مهاجمة الفريسة، يتميز العنكبوت النطاط بالرجولة والقوة، ويشبه بذلك الرجل مفتول العضلات، فكلاهما مزهو بعضلاته ورجولته المعتمدة على كمية الهرمونات في جسمه!
أما إذا كانت قوتك في صمتك فأنت مثل أغلب العصافير، تظل صامتة، ولا تظهر قوتها وجبروتها إلا حينما تتعرض للخطر، فهي لا تعطيك إنذارا مسبقا عن مدى قوتها، فصمتها وسيلة دفاعها عن كينونتها!
عكس الشخص الجذاب، والذي يعلم أنه كذلك ويمشي مزهوا بنفسه مستعرضا قدراته لكي يلفت الانتباه، ولا يدري أنه في الوقت نفسه يلفت نظر أعدائه وقد ينقضون عليه في أي لحظة، ويشبه بذلك سلوك الطاووس!
وإذا كنت تعتبر نفسك حنونا فأنت تشبه الفيل الإفريقي، الذي يتعاطف مع من حوله ويشعر الآخر بحنانه ويغمره بخرطومه، ويصدر أصواتا تشبهها الباحثة "جوشا بلونتك" من جامعة ماهيول بوشوشات الأم لطفلها، وكأنه يقول "لا تخف أنا هنا لمساعدتك"، ولاحظ الباحثون أنه لا يصدر هذه الأصوات عندما يكون وحده!
أما إذا كنت من الأشخاص الذين يعرفون ما يريدون ويستخدمون كل طاقتهم للحصول على مبتغاهم فأنت بذلك تشترك مع القطط، التي تلف وتدور حول أهل البيت الذي تعيش فيه، وخصوصا النساء، وتبكي كالأطفال لتحقق ما تريد!
ومن ناحية أخرى، تنجذب الكلاب العصبية للأشخاص العصبيين، ويعتمد كل منهما على الآخر بلا مشاكل!
أما الصراصير فتحقق في مجتمعها مقولة "أبراهام لنكولن" حين عرف الديمقراطية بأنها "حكومة الشعب من الشعب وللشعب"، حيث كل الحشرات لديها مكانة متساوية، ولديها مشاورات تسبق القرارات التي تؤثر على المجموعة ككل، فإذا كنت تتمتع بذلك فلديك قواسم مشتركة مع الصراصير، التي حققت ما لم يستطع أغلب البشر والشعوب تحقيقه!
يقول الله ــــ عز وجل ــــ: "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي