رجال الملك عبد العزيز ورؤيتهم لليوم الوطني

هكذا يرى رجال الملك عبد العزيز ـــ طيب الله ثراه ــــ اليوم الوطني للمملكة تأسيس كيان عظيم، وبزوغ فجر جديد من الأمن والاستقرار. ومن هؤلاء الرجال الوالد عبد الله بن عبد العزيز السويلم ـــ رحمه الله، توفي منذ نحو خمسة أشهر، خدم وطنه مع الملك عبد العزيز وأبنائه الملوك الخمسة من بعده - حديثه يكاد لا ينقطع في مثل هذه الأيام وغيرها عن المعنى الحقيقي للإنجاز الكبير الذي تحقق على يد المؤسس الملك عبد العزيز. يذكرها للجيل الجديد لتقدير هذه النعمة الكبرى - نعمة توحيد البلاد والأمن والاستقرار. وأن بالشكر لله تدوم النعم، كما أن عدم إدراك تلك النعم هو من أكبر المخاطر التي قد تتعرض لها الأمم.
يقول دائماً إن المؤسس الملك عبد العزيز لم يعط حقه في كل ما كتب أو قيل في الإعلام عن إنجازات الملك عبد العزيز. لم يكن الملك عبد العزيز قائداً عادياً، ولم يكن الحظ سببا في نجاحه، ولكنها القدرة الإلهية في توحيد هذه البلاد المقدسة، سخر الله لها قائدا فذاً ثاقب الرؤية، جمع بين القوة والمحبة وصفاء النية، وحد القلوب في أنحاء هذا الكيان الكبير، توج هذا الكيان برعاية عظيمة خاصة بالحرمين الشريفين، وسخر الله له منبعا لأكبر ثروات الأرض. ووفق هذا القائد الفذ في تعزيز دعائم الأمن والاستقرار في هذا الكيان الكبير ليكون بحول الله وقوته شامخاً عظيما أبد الدهر إلى يوم الدين.
ويذكر لنا كثيرا مواقف حية للملك عبد العزيز ـــ رجل الدولة القائد المحنك، ومواقف أبوية حنونة تجاه أفراد شعبه، وإنه ملك يتجلى في حكمته وشجاعته وقت الصعاب. لا تجتمع تلك الصفات إلا في القليل من القادة على مر التاريخ. ويدلل على ذلك بما كان يقوله المؤرخون الذين قابلوا الملك عبد العزيز وقت التأسيس، ملك العرب، الحصان الرابح، وغير ذلك من صفات الإعجاب. ويروي قصة اللقاء التاريخي للرئيس الأمريكي روزفلت مع الملك عبد العزيز، وكيف كان إعجاب الرئيس روزفلت بشخصية الملك عبد العزيز وشموخه وصفاته القيادية، حتى أن زوجة الرئيس روزفلت وهي مؤرخة معروفة ذكرت في كتاب لها أن الرئيس روزفلت كان يتحدث بعد هذا اللقاء لفترة من الزمن بإعجاب عن لقائه بالملك عبد العزيز.
ويبين دائماً بوضوح شديد إحدى ركائز القوة في هذا البناء الكبير، أن أبناء الملك عبد العزيز ــــ الملوك من بعده، منذ عهد الملك سعود ـــ رحمه الله ـــ إلى عهد خادم الحرمين الملك عبد الله ـــ حفظه الله وأطال في عمره ــــ قد ساروا على الطريق نفسه في إدارة أمور الدولة امتدادا للرؤية الثاقبة والسياسة المعتدلة للمؤسس الملك عبد العزيز، وأن هذا شيء يميز المملكة عن كثير من الدول الأخرى. ويقول إن من واجبنا كمواطنين آباء وأبناء أن نكون أيضاً امتدادا لآبائنا وأجدادنا في الحرص كل الحرص على سلامة هذا الكيان الغالي. وأن ندعو لولاة الأمر أن يسدد الله خطاهم، ويوفقهم بالبطانة المخلصة التي تكون عونا لهم في استمرار البناء وتحصين هذا البلد المقدس من كل مكروه.
غاب والدنا عن هذا اليوم الوطني. وتبقى ذكراه عاطرة، قدوة في الوفاء والعطاء والولاء، قلد نفسه بوسام الملك عبد العزيز، محباً ومخلصاً لدينه ووطنه. وهذه والحمد لله سيرة الكثير من آبائنا وأجدادنا في مختلف مناطق المملكة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي