راقب أفكارك
يقول أحد المفكرين "راقب أفكارك لأنها ستصبح كلمات، راقب كلماتك لأنها ستصبح أفعالا، راقب أفعالك لأنها ستتحول إلى عادات، راقب عاداتك لأنها ستكون شخصيتك، راقب شخصيتك لأنها ستحدد مصيرك".
يُحكى أن نسرا كان يعيش في أحد الجبال ويضع عشه في قمة إحدى الأشجار، وكان عشه يحتوي على أربع بيضات، ثم حدث أن هز زلزال عنيف الأرض فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في مزرعة للدجاج، وأدركت الدجاجات أن عليها أن تعتني ببيضة النسر هذه، فتطوعت دجاجة كبيرة في السن لتعتني بالبيضة إلى أن تفقس، وبعد فترة من الوقت فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل، ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة، وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة المزرعة شاهد مجموعة من النسور تحلق بفخر عالياً في السماء، تمنى هذا النسر أن يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور، ولكنه قُوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلة له: "أنت لست سوى دجاجة، ولن تستطيع أن تحلق عالياً مثل النسور"، وبعد وقت قليل توقف النسر عن أحلامه في أن يحلق عالياً، ولم يلبث بعد فترة أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج.
ما نستخلصه من القصة هو أن أفكارك التي تدور في عقلك حول ذاتك، هي التي تحدد - بعد الله عزّ وجلّ - مدى تقدمك وإحراز النجاح، وتحقيق أهدافك أو السقوط في خيبات الفشل والتوقف، فإن ركنت إلى واقعك السلبي؛ فستصبح أسيرا وفقا لما تؤمن به، أما إن كنت تؤمن بأنك نسر، فتابع أحلامك ولا تستمع لكلمات الدجاج، "من زملاء وأقارب متشائمين".
فالله - سبحانه وتعالى - وهبك وتفضل عليك بقدرات وطاقات هائلة تنتظر منك أن تكتشفها، وتستثمرها في طاعته وفي النجاح في الدنيا والآخرة، ولا يمكن أن يحدث ذلك، وأنت تمتلك أفكارا سلبية، تقودك نحو الخوف والتقوقع على ذاتك، وعدم المحاولة على الأقل.
وخزة
كن واقعيا وتوقف عن لوم الظروف والأهل والأصدقاء والآخرين، فلا أحد مسؤول عن إخفاقاتك وفشلك سوى استسلامك لأفكارك السلبية المتشائمة نحو ذاتك، في ديننا العظيم تحمل مسؤولية الإنسان لأعماله أمر محسوم، فأنت من سيحاسب يوم القيامة على أعمالك لا غيرك.
يقول تعالى في محكم كتابه "وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا" (13) الإسراء.