مؤشرات رمضانية
أولا: بند المأكولات: فول ـــ دقيق ـــ لحوم ـــ حب أبيض ـــ أبازير الشوربة ــ زيت قلي ـــ دجاج ــ سكر ــ كنافة.
ثانيا: بند الأدوات المنزلية: فريزر ــ ثلاجة ــ خلاط طعام ــ خلاط معجنات.
ثالثا: بند الملابس والهدايا: ملابس الأبناء ـــ هدايا العيد.
رابعا: بند الإصلاحات المنزلية قبل حلول الشهر لنقص الخدمات أثناء النهار.
خامسا: بند العمالة المنزلية: عاملة إضافية بأجر الساعة ــ عاملة دواما كاملا (إن وجد).
سادسا: بند مصروفات الإجازة الصيفية "في أعوام 2015 و2016 و2017".
سابعا: بند العزائم والدعوات العائلية.
من أسبوعين تحدثت في لقاء حول غلاء المواد الغذائية عند صدور تقرير التضخم السعودي أخيرا، وتطرق الحديث إلى رمضان وأسعاره، وطلبت بعدها للحديث حول الموضوع نفسه ورفضت التكرار.
بعد يومين سمعت جانبا من حديث زميلين ذكر أحدهما أن زوجته طلبت شراء "فريزر" لتخزين الطعام المبرد أثناء الشهر؛ فضحك الآخر لأن زوجته طلبت المنتج نفسه. وتساءلت في نفسي: لماذا لا أشعر أنا أيضا بحاجتي إلى فريزر جديد في رمضان؟ وعللت ذلك بأني لا أجيد الطبخ ولا أكترث بتخزين كميات الطعام المطلوبة لو توافرت إمكانات الطبخ اليومي.
ماذا عن مشهد عربات السوبر ماركت التي تمتلئ وتمتلئ وكأننا مقبلون على كساد وشح أو أزمة اقتصادية؟ ماذا عن المشاوير التي يرتفع عددها إلى أكثر من عشرة في اليوم وكلها قبيل المغرب أو بعد العشاء؟ ماذا عن كيلوجرامات الوزن والسعرات الزائدة التي تفترش أجسامنا بانتهاء الشهر؟ ما الذي يحدث بالضبط؟
ماذا سيحدث لو ظل الروتين والطبخ اليومي كالمعتاد في أيام السنة مع الإكثار من الخضراوات وتقليل الزيوت والسكريات؟ ماذا سيحدث لو انشغلنا بأنشطتنا المعتادة وخففنا التبضع والتسوق؟ أنا أقول لكم ما سيحدث:
ستتراجع حدة غلاء أسعار مواد الغذاء في السوبر ماركت، ويقل استغلال التاجر لهذه المناسبة لرفع أرباحه.
سيقل معدل الدعاية والإعلانات الغذائية في التلفزيون وقنوات التواصل.
سيعود بعض التوازن للحياة اليومية في الخروج من المنزل والعودة إليه.
سيخف الضغط على الأدوات الكهربائية، ومعها تنخفض فواتير الماء والكهرباء.
ستعود معدلات وأسعار الخدمة المنزلية إلى الاعتدال ويقل الاستغلال من الطرفين.
ستعتدل الفجوة بين الطبقات، حيث لا يشعر الثري بالتخمة والفقير بالحاجة والحرمان "رغم كثرة الإحسان والمشاركة".
مطلوب بعض الاعتدال في كل شيء. من المعروف أن المناسبات الدينية هي موضع احتفاء شامل وزيادة موسمية في السلع والخدمات، لكن الروح الحقيقية لرمضان هي تخفيف المادة وتكثيف الروح، وهذا لا يتأتى بالتبضع ولا يحدث بالمبالغة في الشراء. أنا شخصيا أحب ثقافة الشهر الفضيل وأحب الجلوس العائلي حول مائدة الإفطار، وأعشق سمبوسك الوالدة وشوربة خالتي، وأحاديث ما بعد الوجبة على فنجان القهوة العربي وبعض الحلويات، وربما مسلسل لطيف مسلٍّ. لكن ما يحدث هو إفراط بكل المقاييس. إفراط جسدي ونفسي ومادي مرهق. لماذا لا تجرب أن تقضي يوما طبيعيا تماما في شهر رمضان دون سهر مبالغ فيه أو تخمة أو تسوق شره. جربوا وقولوا لي.
وكل عام ورمضانكم مبارك، تقبله الله وأعاننا على صيامه وطاعته.