ساهم برسالة لدعم مرضى الفشل الكلوي
لا أعتقد أن ثمة أي جوال في السعودية لم تصله هذه الرسالة.
لماذا الاهتمام بمرضى الفشل الكلوي؟
يجب أولا أن نتعرف قليلا على هذا المرض لتتضح الصورة. فالكلية هي مصفاة السموم من الدم وأداة منظمة لاكترولايت الجسم البشري (مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم)، إضافة إلى أن الكلية تنشط إنتاج كرات الدم الحمراء. والمصاب بالفشل الكلوي لا تعمل أي من كليتيه الاثنتين وبالتالي فإنه يحتاج إلى جهاز صناعي للقيام بهذه المهمة أو زراعة كلية خارجية.
ووفقا للمشرف على مركز الملك سلمان بن عبد العزيز للكلى فإن معدل الإصابة بأمراض الكلى المزمنة على مستوى العالم يتجاوز 600 مليون نسمة أي ما يقارب 14.2 في المائة من عدد السكان، أما محليا فهناك ما يقارب 15 ألف مصاب بمرض الفشل الكلوي يخضع أكثر من ثلثيهم للغسيل الكلوي في برامج الوزارة.
بالنسبة لتكلفة علاج الفشل الكلوي سواء بالزراعة أو الغسيل فهي أكبر من أن يتحملها المريض وحده حيث يتطلب العلاج بالكلية الصناعية سنويا نحو 98.500 ريال للمريض "حسب الإحصاءات الحالية"، بينما يتطلب العلاج بزرع الكلية نحو 20 ألف ريال سنويا إذا لم تحصل أي مضاعفات وذلك بعد العام الأول لعملية نقل الكلية.
بالنسبة للوضع في الدول الأخرى فالغسيل الكلوي مشمول في أي تأمين صحي للمشترك وتتفاوت المبالغ الثانوية المخصومة من المريض بحسب خطته التأمينية ففي الولايات المتحدة مثلا يبلغ متوسط ما يدفعه المريض 124 دولارا شهريا "بجانب ما يغطيه التأمين"، وفي حالة المريض غير المغطى بالتأمين فإن التكلفة تصل إلى 72 ألف دولار سنويا "أو ما يعادل 500 دولار للجلسة الواحدة". أما في المملكة فإن أي تأمين صحي يقوم بتغطية تكاليف الغسيل الكلوي للمشترك حتى 100 ألف ريال سنويا.
ولأن عملية الغسيل الكلوي مرهقة جسديا ومعنويا فإن أغلب الخاضعين لها من غير الموظفين المشمولين في نظام التأمين الصحي، وحيث إن شركات التأمين في المملكة لا تسمح بالتأمين الفردي "كما هو في الولايات المتحدة مثلا"، فإن أكثر المحتاجين للمساعدة في نفقات العلاج هم من الطبقة المتوسطة فما دون.
وبالتالي فكان لا بد من وجود نظام يمكنه تغطية التكاليف وبشكل مستمر لهذا المرض المزمن وعلاج القصور الكلوي. ولذا تقوم معظم الحكومات في العالم بتوفير العلاج بالكلية الصناعية لمواطنيها عن طريق وزارات الصحة بشكل رئيس.
المقلق في الموضوع هو تزايد حالات الإصابة ما يعني ازدياد التكلفة المستقبلية على الدولة والمواطن. ورغم نجاح حملات التبرع ومجهودات بعض رجال الأعمال في التبرع بمراكز غسيل وتقليل المعاناة على كثير من المرضى وأهاليهم إلا أن المملكة في حاجة ماسة لأمرين:
1 ـ رفع التوعية فيما يتعلق بالمرض وطرق الوقاية منه.
2 ـ الأبحاث الطبية عن احتمالات الإصابة بكل الطرق المسببة.
بالنسبة لأبرز المسببات فهي: مرض السكري، وأمراض الضغط المرتفع، ومرض glomerulonephritis. وهناك مسببات أخرى لكن من المهم أن تكشف وزارة الصحة عن نسبة المصابين بسبب مرض السكري والتعريف بإمكانية العلاج المبكر والكشف عن احتمالات الإصابة بالقصور الكلوي ورفع نسبة الوعي العام لدى المواطن، فالوقاية تظل دائما خيرا من العلاج.
نسأل الله الشفاء لجميع مرضى الفشل الكلوي في هذا الشهر الفضيل وندعو كل قادر إلى المساعدة بما تجود به النفس للتخفيف عن أخيه المريض.