العوائد وكفاءة الربحية لأكبر 100 شركة سعودية
تعد الربحية أهم المؤشرات على نجاح المشروعات في مجالات الأعمال المختلفة، ذلك أن الاهتمام الأساسي في مجال الأعمال دائما ما ينصب على المقاييس المختلفة للربحية، ولا شك أن تحليل معدلات العائد يساعد في التعرف على قدرة إدارة الشركات على تشغيل مدخلاتها لتحقيق أفضل النتائج، كما أن تحليل كفاءة الربحية يساعد في التعرف على قدرة إدارة الشركات على تعظيم صافي أرباحها أخذا في الاعتبار المدخلات الحالية المتاحة للشركة، واليوم بمناسبة الإصدار السنوي لـ"الاقتصادية" لقائمة أكبر 100 شركة سعودية، سوف يتم تناول تحليل معدلات العائد وكفاءة الربحية لهذه الشركات.
#7#
تنبغي الإشارة إلى أنه في هذا التحليل تم تعمد إخفاء أسماء الشركات، لما قد تسببه نتائج ضعف معدلات الأداء أو الكفاءة من تأثير في سمعة الشركة في السوق، وقد تم الاكتفاء بذكر رقم الشركة في ترتيب صحيفة "الاقتصادية" لأكبر 100 شركة سعودية.
معدلات العائد
لترتيب الشركات وفقا لمعدلات العائد تم حساب أربعة مؤشرات لقياس العائد وهي معدل العائد على الأصول Rate of Return on Assets ROA وهو من أكثر المؤشرات شيوعا في هذا الجانب، ويحسب من خلال قسمة صافي الربح على إجمالي الأصول، وربحية السهم الذي يمثل نصيب السهم من صافي أرباح الشركة، ويحسب من خلال قسمة صافي الربح على عدد أسهم الشركة، ومعدل العائد على رأس المالRate of Return on Equity ROE، ويحسب من خلال قسمة صافي الربح على رأسمال الشركة، ومعدل العائد على حقوق الملكية، ويحسب من خلال قسمة صافي الربح على إجمالي حقوق الملكية، وسيقتصر العرض ''اختصارا للمساحة'' على أعلى عشر شركات وأدنى عشر شركات في قائمة "الاقتصادية" لأكبر الشركات السعودية.
#2#
يوضح الجدول رقم (1) ترتيب أفضل عشر شركات من حيث معدلات العائد الأربعة، أي معدل العائد على الأصول، وربحية السهم ومعدل العائد على رأس المال، والعائد على حقوق الملكية.
غني عن البيان أن ترتيب الشركات هنا لا بد أن يختلف عن ترتيب "الاقتصادية" للشركات الـ 100، وذلك لاختلاف أساس المفاضلة بين الشركات وفقا لهذه المؤشرات.
ووفقا للجدول فإن الشركة رقم 76 تحتل المركز الأول من حيث أعلى معدلات العائد على الأصول، بينما تحتل الشركة 53 المركز العاشر.
أما بالنسبة لربحية السهم فإن الشركة 30 تحتل المركز الأول من حيث تحقيق أفضل ربحية للسهم الواحد، بينما تحتل الشركة 100 المركز العاشر، أما بالنسبة لمعدل العائد على رأس المال، فإن الشركة 43 تحتل المركز الأول بينما تحتل الشركة 10 المركز العاشر، وأخيرا فإن الشركة 86 حققت أفضل عائد على حقوق الملكية، بينما احتلت الشركة 65 المركز العاشر.
#3#
من جانب آخر يوضح الجدول رقم (2) ترتيب أسوأ عشر شركات أداء في معدلات العائد المختلفة.
معاملات ارتباط الأرباح بالعوامل الأخرى
توضح الأشكال الثلاثة التالية علاقة الارتباط بين أرباح الشركات السعودية وكل من مستويات إيراداتها، وحجم أصولها، وحجم رأسمالها، ومن الواضح من الأشكال الثلاثة أن العلاقة طردية بين حجم الإيرادات والأرباح، حيث يصل معامل الارتباط إلى 0.87، وهو أعلى معامل للارتباط بين محددات الربحية، وهو بالطبع ارتباط متوقع، فمما لا شك فيه أنه كلما ازدادت الإيرادات ارتفعت مستويات ربحية الشركات.
أما ثاني أهم العوامل ارتباطا بالأرباح فهو حجم الأصول، حيث تصل علاقة الارتباط بينها وبين الأرباح 0.75. ومن الواضح من قيم معاملي الارتباط هذين أن هناك علاقة ارتباط قوية بين كل من الإيرادات وحجم الأصول وأرباح للشركات السعودية.
أما أقل علاقات الارتباط فقد وجدت بين حجم رأس المال والأرباح حيث يصل معامل الارتباط بين حجم رأس المال ومستويات أرباح الشركات إلى 0.62، ما يشير إلى وجود علاقة ارتباط متوسطة القوة بين رأس المال والأرباح التي تحققها الشركات في السعودية.
غني عن البيان أن هناك إحدى الشركات، وهي الشركة السعودية للصناعات الأساسية ذات قيم متطرفة بالنسبة لهذه المتغيرات، ولا شك أن حذف هذه الشركة من قائمة الشركات باعتبارها شركة ذات قيم متطرفة سوف يعدل من اتجاه علاقة الارتباط وقيم معاملاتها.
شكل رقم (1) علاقة الارتباط بين الإيرادات والأرباح
الإيرادات
الأرباح(معامل الارتباط = 0.87)
شكل رقم (2) علاقة الارتباط بين حجم الأصول والأرباح حجم الأصول
الأرباح(معامل الارتباط = 0.75)
شكل رقم (3) علاقة الارتباط بين حجم رأس المال والأرباح رأس المال
الأرباح (معامل الارتباط = 0.62)
كفاءة الربحية للشركات السعودية
سوف يتم تحليل كفاءة الربحية للشركات السعودية باستخدام التحليل التطويقي للبيانات Data Envelopment Analysis DEA والمعروف في هذا المجال، الذي يحاول أن يحدد الشركات التي تتمتع بالكفاءة التامة 100 في المائة بين مجموعة شركات العينة والتي تمثل الشركات ذات الأداء الأفضل Best Practice في هذا المجال، وكلما انخفض القياس المحسوب للشركة انخفضت كفاءتها الربحية، وبعيدا عن التعقيدات الفنية في هذا الجانب يتم اشتقاق منحنى كفاءة الربحية من خلال عدد من الشركات التي تشكل سويا المنحنى الحدودي للأداء Performance frontier الذي يطوق كل الشركات في العينة، حيث تتمتع الشركات التي تقع على المنحنى الحدودي Frontier بالكفاءة الكاملة في عملية توزيع مدخلاتها وإنتاج مخرجاتها ''أي الربح"، بينما تعد الوحدات التي لا تقع على المنحنى الحدودي ''أي في داخل المنحنى'' غير كفؤة، وبالطبع تتحدد درجة عدم كفاءتها بالبعد الذي يفصلها عن المنحنى الحدودي.
ينبغي الإشارة أيضا إلى أن الشركات التي تقع على المنحنى الحدودي تمثل أعلى أداء محقق وليس الأداء الأمثل Optimal بمفهومه النظري، وإضافة إلى تقديمه مقياسا للكفاءة النسبية لكل شركة، فإن التحليل التطويقي للبيانات يقدم وحدات مناظرةPeer "أي الشركات التي تشكل منحنى الكفاءة الحدودي" لكل شركة غير كفؤة، ومثل هذه الشركات الكفؤة يمكن أن تكون مفيدة في تحديد أنماط التشغيل الكفؤة التي يمكن من خلال كشفها لكل الوحدات غير الكفؤة تحسين أدائها، ولأغراض الحساب تم استبعاد الشركات التي حققت خسارة بالطبع، كما ينبغي التنبيه إلى أنه من المفترض وجود نوع من التماثل بين عينة الشركات المستخدمة، الذي قد يمثل أحد القيود على نتائج هذه الحسابات.
#4#
ويوضح الجدول رقم (3) نتائج حسابات كفاءة الربحية لأكبر الشركات السعودية باستخدام التحليل التطويقي للبيانات، حيث يوضح ترتيب الشركات وفقا لدرجة كفاءة الربحية التي حققتها.
ويوضح الشكل التالي التوزيع التكراري للشركات السعودية حسب مستويات كفاءة الربحية، ومن الشكل يتضح أن هناك ست شركات حققت درجات كفاءة تامة في مجال الربحية أي بنسبة 6.5 في المائة فقط من إجمالي عدد الشركات، كما هو مشار إليه في الجدول رقم (4) أعلاه، كذلك يلاحظ أن الشركات التي ترتفع فيها درجات الكفاءة "من 71 في المائة فأكثر" يقتصر على 20 شركة، أي بنسبة 21.5 في المائة، بينما تميل الشركات إلى التركز في فئة الشركات ضعيفة الكفاءة، فقد حققت 57 شركة من أصل 93 شركة، أي بنسبة 61.3 في المائة من الشركات.
الشكل رقم 4: التوزيع التكراري للشركات السعودية وفقا لمستويات الكفاءة.
#5#
يوضح الجدول رقم (4) قائمة أفضل الشركات السعودية من حيث كفاءة الربحية مرتبة تنازليا، فقد حققت ست شركات هي الشركات رقم 80 و76 و45 و35 و33 و48 أعلى درجات الكفاءة بين المائة شركة، وبالتالي فهي تشكل سويا المنحنى الحدودي للكفاءة الذي يجب أن تحذو حذوه باقي الشركات السعودية، باعتبارها تمثل الشركات ذات الأداء الأفضل، أو وحدات المناظرة Peer بالنسبة لباقي الشركات.
#6#
هذا بالطبع لا يعني أن الشركات التي تحقق الكفاءة التامة هي صاحبة الأداء الأمثل بالمفهوم النظري، وإنما تمثل أفضل الشركات من بين العينة المستخدمة في عمليات التحليل من حيث الأداء، ومن ثم أيضا تمثل وحدات المناظرة لهذه العينة فقط من الشركات. أما أسوأ الشركات أداء في مجال كفاءة الربحية فقد كانت الشركات رقم 29 و67 و62 و18 و93 و60 و11 و79 و83 و42 وهذه الشركة الأخيرة هي أسوأ الشركات من حيث درجة كفاءة الربحية، التي تقترب من الصفر تقريبا.
وأخيرا فمن المفترض أن هذا التحليل لكفاءة الربحية يدلنا على نسب التعديل الذي تحتاج إليه كل شركة من الشركات الـ 87 الأخرى كي تتمكن من الانتقال إلى المنحنى الحدودي للكفاءة، أي كي تحقق كفاءة ربحية تصل إلى 100 في المائة، حيث تستخدم مجموعة الشركات التي تقع على المنحنى الحدودي للكفاءة كدليل في تحديد مستويات التعديل اللازمة في المدخلات، المختلفة المستخدمة في دالة كفاءة الربحية كي تتمكن الشركات التي تقع داخل المنحنى الحدودي للكفاءة من أن تحقق كفاءة تامة في تحقيق الأرباح، ولكن مثل هذا التحليل يقع خارج إطار الاهتمام في هذا المقال لأنه يحتاج إلى مساحة ضخمة جدا لعرض الأوضاع النسبية لكل شركة من الشركات قياسا إلى الشركات ذات الأداء الأفضل.