شخصيات تاريخية من صنع الخيال
ما زال صوت معلمة الرياضيات في الثانوية وهي تكرر اسم ذلك العالم مرارا وتكرارا، حتى تظن أنه من أهلها، بنظريته الشهيرة وإسهاماته في الرياضيات، يرن في أذني، فقد كان مهووسا بالرياضيات ويعتقد أن كل ما في الكون له علاقة بها، كما كان فيلسوفا له آراؤه ومعتقداته في الكون والحياة، حتى أن أتباعه عرفوا بالفيثاغورسيين!!
من معتقداته أنك كي تكون بارعا في الرياضيات لا بد أن ترتدي اللون الأبيض في ملابسك!! لدرجة أنه أجبر طلاب الهندسة لديه على ارتداء اللون الأبيض وعدم تناول اللحوم والفول، والتأمل في أوقات معينة، ويقال إنه الأب الروحي لطائفة دينية مهووسة بالأعداد، والتقمص، والشر. ورغم كل ما عرف عنه وشهرته إلا أنه لا يوجد دليل يوثق وجوده، كل ما وصل عنه أمور خارقة مثل أن فخذه من الذهب وأنه ابن الإله أبولو!!
لذلك ذهب الكثيرون للاعتقاد بأنه شخصية وهمية من صنع أعضاء الطائفة الدينية، خصوصا إذا علمنا أن نظريته قد عرفت منذ العصر الحجري وتم تأكيد استخدامها عند البابليين قبل فيثاغورس بأكثر من ألف سنة، كما استخدمها المصريون قبله أيضا حيث كانوا يقيسون المسافات ويوزعون الأراضي بواسطة مثلث يشكلونه باستخدام حبل مكون من 15 عقدة يعرف بـ (المثلث الذهبي)!!
أما روبن هود الشخصية التاريخية التي بررت السرقة من الأغنياء لإطعام الفقراء، فقد صارت أيقونة لعديد من الثورات الاجتماعية وألهبت خيال العشرات من الكتاب، وصار اسمها مرادفا للبطولة والإيثار، لكن في الحقيقة هي ليست إلا شخصية وهمية من نسج الخيال، فعلى مدار قرون لم تعرف حقيقة هذه الشخصية ولا إلى أي طبقة ينتمي، فهل هو ثائر من عامة الشعب يقود مجموعة من قطاع الطرق، أم نبيل تمرد على حياة الترف ليساعد الفقراء؟
حاول الباحثون طوال قرون معرفة هوية روبن هود الحقيقية، لكن لم يظهر مرشح واضح. معظم المصادر الشائعة تقول إنه كان أحد أتباع الملك ريتشارد قلب الأسد، أو ربما يكون أحد حكام اسكوتلندا أو أحد فرسان الهيكل.
أما ليكورغوس الشخصية الإسبرطية الغامضة، نسبة إلى إسبرطة اليونانية، فقد اشتهر بأنه واضع الدستور والنظام العسكري الإسبرطي. كما قدم مجموعة من الإصلاحات والتشريعات الحازمة في جميع المجالات كالزواج والمال وتربية الأطفال، جعلت من أبناء إسبرطة محاربين أشداء! ورغم أن إصلاحاته صدرت وطبقت إلا أن المؤرخين ما زالوا غير متأكدين إذا كان الرجل نفسه كان موجودا في الواقع.
من ذكرتهم آنفا قد يكونون وهميين، ولكن عملهم حقيقي، أما اليوم فلدينا أشخاص حقيقيون أعمالهم وهمية!!