ألعاب القوى إلى أين ؟
عادت البعثة الأولمبية من ريو دي جانيرو بخسارة كبيرة وطموح كسرته فداحة الخسارة حيث لم تسجل أي نتيجة إيجابية، أو تعود حتى بشرف المشاركة، موضوع تم طي صفحته وإعفاء رئيس اتحاد ألعاب القوى. ولن يكون الحديث عن أمر فات وانقضى فالحديث سيكون عن الصمت الكبير والسكون الذي غلف العمل حتى الآن فلم يتم اختيار البديل ولم نسمع صوتاً يبين لنا ما حدث ويستعرض لنا الأسباب ويقدم الحلول الكفيلة بالقضاء على فترة السنين العجاف. فلماذا لم يتم حتى الآن فتح الملف من القائمين عليه وأصحاب القرار؟ فهل ستدور العجلة في المسار نفسه أم لها ساعة للأمل قادمة ولحظة للفرح تنسج خيوطها من جديد وكيف سيكون الحل ومن أين سيدخل القادمون الجدد ومن أي باب هل سيكون التكرار وتدوير الأسماء أم قدرات حقيقة سيترك لها مجال البناء وترميم الكيان الضعيف والمتآكل من الداخل وتوجيه السليم والمفيد منها لاستنشاق عطر الحياة من جديد.
هل سنرى برنامجاً متكاملاً يبدأ من المدارس ويمتد للجامعات وينتهي بصناعة القدرات الرياضية القادرة على حصد الألقاب، وهل سنرى في المناسبات الوطنية كرنفالاً يقام في كل منطقة يدعم مواهب شبابها في تظاهرة يحضرها الجميع وتدعمها الهيئة العامة للرياضة بالتعاون مع الشركات الداعمة للمهرجانات المحلية في كل منطقة بالتنسيق والتفاهم مع مكاتب الهيئة فيها؟ فهذا سيشكل داعماً ورافداً للجان الأولمبية وسيعطي فرصة للشباب لحب وقبول هذا النوع من التنافس وسيكون للأسرة دور في تشجيع أبنائها نحو مجالات كثيرة غير كرة القدم التي أكلت الأخضر ولم تقدم لنا الثمر.
كثيرة هي المناسبات التي تمر بنا ويجتمع بها أبناء المنطقة والمدينة الواحدة، فهل سيكون للألعاب الأولمبية وجود وتحضير يجعل لوجودها رونقاً وشكلاً جميلاً وبالتالي يقدم نتائج مثمرة وتجهيز بيئة مناسبة للممارسة هذه الألعاب وغرسها في فكر ووجدان المواهب الشابة، ومن ثم تأتي خطوة التمحيص وتبني المتميز منها من أجل بناء أبطال يقدمون أنفسهم في كل المحافل ويرتفع معهم شعار الوطن؟
هل سنرى حراكاً يزيل غبار السكون الذي تراكم على هذا الملف منذ فترة ؟ وهل سيكون بمقدورنا التنعم والاستمتاع بجيل أولمبي قادم يأخذ الإعلام والحراك الرياضي جميعه باتجاه مغاير لما يحدث الآن؟ فالانهماك في لعبة واحدة أضر بها وجعلها مستهلكة بينما بقيت بقية الألعاب تعاني الإهمال وقلة الدعم.