من أبرهة إلى الحوثي
"للبيت رب يحميه" هكذا قال عبدالمطلب جد الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما استغرب أبرهة الأشرم شفاعته لإبله التي سطا جيشه عليها، ولم يشفع للكعبة المشرفة التي قدم أبرهة من اليمن على رأس جيش كبير يقوده الفيل "محمود" من أجل هدمها.
نفق جيش أبرهة الأشرم عن بكرة أبيه بعد أن أرسل الله جيشا من طيور أبابيل رمتهم بحجارة من سجين دفاعا عن بيته الحرام، ومنذ ذلك الوقت أصبحت حادثة الفيل عبرة وعظة لكل الأمم والظالمين في جميع أرجاء المعمورة، فلم يتجرأ أحد على استهداف بيت الله الحرام والسعي للنيل من قبلة المسلمين ومقدساتهم حتى ظهرت علينا تلك النبتة الخبيثة المدعوة "جماعة الحوثي".
البارحة الأولى تصدت دفاعات السعودية لصاروخ سكود أطلقه الحوثيون من صعدة تجاه مكة المكرمة، في تصعيد سافر واستفزازي ليس للمملكة العربية السعودية فحسب بل لجميع المسلمين في أرجاء المعمورة، فبيت الله الحرام ليس قبلة للسعوديين فقط بل لكل المسلمين والكعبة المشرفة هي أغلى مقدساتهم والنيل منها واستهدافها يعني استهدافا لمليار مسلم.
هذا الاستهداف الأخير لمكة المكرمة من قبل جماعة الحوثي وحليفها "المعتوه" علي عبدالله صالح، يعطي يقينا لا يقبل الشك أن هؤلاء لا ذمة لهم ولا حدود ولا يوجد لديهم أي خطوط حمراء، فجروا المساجد وقتلوا النساء والأطفال ونكلوا بالشيوخ والشباب واستباحوا كل شيء والآن يستهدفون قبلة المسلمين أجمعين، وهي دلالة أيضا على أنهم ومن يعينهم من ملالي إيران ليسوا مسلمين والإسلام منهم براء، فهل يعقل أن يستهدف كائنا من كان قبلته وأغلى مقدساته.؟!
لا شيء يوحي بأن جماعة الحوثي وصالح منا وفينا كمسلمين، فتصرفاتهم وألاعيبهم وإجرامهم يدل على أنهم لا ينتمون لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم- ووجودهم بيننا خطر ليس على السعودية فحسب بل على كل المسلمين من مشارق الأرض إلى مغاربها، ولا يمكن التعايش أو التحالف معهم، بل لا بد أن يجتثوا من فوق الأرض فما هم إلا نبتة "خبيثة" زرعت في الأرض العربية والإسلامية، خدمة للمد الفارسي الصفوي المجوسي.